[حكم الزكاة على البعيد عن وطنه]
  قال: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ}[النحل: ٤٣ - ٤٤]، فأمر بالسؤال، وذلك يستلزم الأمر بمعرفة ما يسأل عنه للبعض، وإلا كان الأمر لغواً وعبثاً، والله منزه عن ذلك لكونه من صفات المناقص تعالى الله عنها، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «العالم والمتعلم شريكان في الأجر، إلا أن للعالم أجرين، وللمتعلم أجراً، فكن عالماً أو متعلماً، وإياك أن تكون لاهياً متلذذاً»(١).
  وقال أمير المؤمنين كرم الله وجهه في الجنة في كلامه لكميل بن زياد ¦: (الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، [يميلون مع كل ريح](٢)، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ...)(٣) إلى آخر كلامه #.
[حكم الزكاة على البعيد عن وطنه]
  وقال السائل: من كان بينه وبين وطنه مسافة بعيدة، وله في وطنه ما يصير به غنياً لا تحل له مع ذلك الزكاة إلا ما دام في سفره لعدم ما يملكه في ذلك السفر، إلا ما يبلغه إلى وطنه أو دون ذلك، أو لا يكون معه شيء من ماله أصلاً وعليه زكوات ومظالم هل له أن يساقط ما عليه من الواجبات ما دام في سفره، بأن يصرف إلى فقير بنية الرد، ثم كذلك حتى تبرى ذمته، كما
(١) أخرجه الإمام أبو طالب في أماليه ص ٢١٦.
(٢) ما بين المعكوفين: زيادة في النهج.
(٣) نهج البلاغة (٤/ ٣٦)، شرح مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبده.