مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[تحريم محبة وموالاة الكفار والفساق]

صفحة 184 - الجزء 1

  يرخص في ذلك؛ لما⁣(⁣١) تقدم؛ ولأنه لا يجوز قبول ذلك من أصله؛ لأنه من أسباب التواد لقوله ÷: «جبلت القلوب على حب من أحسن إليها»⁣(⁣٢) الخبر ونحوه، وقال تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ ...}⁣[المجادلة: ٢٢] الآية.

[تحريم محبة وموالاة الكفار والفساق]

  وقال السائل: ماذا يحرم على المكلفين للكفار والفساق؟

  والجواب والله الموفق: أنه يحرم أمور كثيرة؛ منها محبتهم وموالاتهم؛ للآية المتقدمة آنفاً، ولقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ...}⁣[المائدة: ٥١] الآية، وقوله تعالى: {لاَ تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ على الإِيمَانِ ...}⁣[التوبة: ٢٣] الآية ونحوها، وهذا مما يعم الفريقين.

  ومنها مناكحتهم لقوله تعالى: {وَلاَ تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ ...}⁣[البقرة: ٢٢١] الآية، وهذا مما يخص المشركين.

  ومنها مساكنتهم وعدم الهجرة من بينهم؛ لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلاَيَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا}⁣[الأنفال: ٧٢] وهذا مما يعم إلى غير ذلك مما يطول ويكثر تعداده.


(١) في (ب): كما.

(٢) الحديث عزاه في موسوعة أطراف الحديث النبوي إلى: إتحاف السادة المتقين (٩/ ٥٥٤)، وإلى البداية والنهاية لابن كثير (١١/ ٥٨)، (١٢/ ١٣)، وعزاه أيضاً إلى كنز العمال برقم (٤٤١٠٢)، انظر: (موسوعة أطراف الحديث ٤/ ٤٩١).