[تحريم محبة وموالاة الكفار والفساق]
  يرخص في ذلك؛ لما(١) تقدم؛ ولأنه لا يجوز قبول ذلك من أصله؛ لأنه من أسباب التواد لقوله ÷: «جبلت القلوب على حب من أحسن إليها»(٢) الخبر ونحوه، وقال تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ ...}[المجادلة: ٢٢] الآية.
[تحريم محبة وموالاة الكفار والفساق]
  وقال السائل: ماذا يحرم على المكلفين للكفار والفساق؟
  والجواب والله الموفق: أنه يحرم أمور كثيرة؛ منها محبتهم وموالاتهم؛ للآية المتقدمة آنفاً، ولقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ...}[المائدة: ٥١] الآية، وقوله تعالى: {لاَ تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ على الإِيمَانِ ...}[التوبة: ٢٣] الآية ونحوها، وهذا مما يعم الفريقين.
  ومنها مناكحتهم لقوله تعالى: {وَلاَ تُنكِحُوا الْمُشْرِكِينَ ...}[البقرة: ٢٢١] الآية، وهذا مما يخص المشركين.
  ومنها مساكنتهم وعدم الهجرة من بينهم؛ لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجَرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلاَيَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا}[الأنفال: ٧٢] وهذا مما يعم إلى غير ذلك مما يطول ويكثر تعداده.
(١) في (ب): كما.
(٢) الحديث عزاه في موسوعة أطراف الحديث النبوي إلى: إتحاف السادة المتقين (٩/ ٥٥٤)، وإلى البداية والنهاية لابن كثير (١١/ ٥٨)، (١٢/ ١٣)، وعزاه أيضاً إلى كنز العمال برقم (٤٤١٠٢)، انظر: (موسوعة أطراف الحديث ٤/ ٤٩١).