مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[مسائل في المعاداة]

صفحة 185 - الجزء 1

[مسائل في المعاداة]

  وقال السائل: ما تفسير المعاداة؟

  والجواب والله الموفق: أن المعاداة هي: محبة المساوئ وكراهة المحاسن بدليل قوله تعالى في المنافقين: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوا وَهُمْ فَرِحُونَ}⁣[التوبة: ٥٠] مع قوله تعالى فيهم⁣(⁣١): {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ...}⁣[المنافقون: ٤] الآية، وهذا من خطاب التكميل، وقد يطلق على إساءة العمل إلى الغير بدليل قوله تعالى: {لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ...}⁣[الممتحنة: ١] الآية، فأعداء الله أساؤا إليه أعمالهم بعصيانه، وقد يطلق على من فعل خصلة من ذلك بدليل قول أمير المؤمنين كرم الله وجهه في الجنة⁣(⁣٢): (وأعداؤك ثلاثة: عدوك، وعدو صديقك، وصديق عدوك)⁣(⁣٣).

  والوجه في ذلك أنه إن عادى صديقك فقد كره لك خصلة من المحاسن، وأساء الفعل إليك بذلك، وإن صادق عدوك فقد أحب لك خصلة من المساوئ وأساء الفعل إليك بذلك.

  وأصل المعاداة: من عدا إذا غشم وظلم، هكذا ذكر أهل اللغة، ولا يعد في ذلك لمناسبته.

  وقال السائل: فإذا⁣(⁣٤) قيل: هي أن تحب له كلما تكره لنفسك، وتكره له كلما تحب لنفسك.

  قلنا: فهل هو على إطلاقه؟


(١) فيهم: زيادة في (ب).

(٢) في الجنة: زيادة في (ب).

(٣) نهج البلاغة ٢/ ٧٢ شرح مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبده.

(٤) في (ب): فإن.