مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[مسائل في تفسير بر الوالدين وعقوقهما]

صفحة 208 - الجزء 1

  والجواب والله الموفق: أما تعظيمهما فوق تعظيم المؤمنين فإنه يجب ذلك فعلاً لا اعتقاداً إذا لم يبلغا ذلك في الواقع⁣(⁣١) وذلك بأن يجعل لهما⁣(⁣٢) مزية في التعظيم ويؤثرهما بتلك المزية على غيرهما؛ لأن الله قد أوجب شكرهما وعطفه على شكره تعالى، فقال تعالى⁣(⁣٣): {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}⁣[لقمان: ١٤]، ولم يشرك الله تعالى أحداً في شكرهما كما لم يشرك سبحانه أحداً في شكره، وما ذكرناه من جملة الشكر؛ لأنه في مقابلة تربيتهما قال تعالى: {وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًاً}⁣[الإسراء: ٢٤]، وفي مقابلة حنوهما وشفقتهما ومحبة إيصال كل خير إليه، ولتحملهما أذاه من غير كراهة كما جميع ذلك معلوم من حالهما؛ ولقوله تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا على وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ...}⁣[لقمان: ١٤] الآية، ولا مشارك لهما في ذلك.

  وروى الهادي # في (الأحكام) عن زيد بن علي # عن آبائه $ عن علي # قال: قال رسول الله ÷: «إن من تعظيم إجلال الله أن تجلَ الأبوين في طاعة الله»⁣(⁣٤) فجعل النبي صلى الله عليه وآله ذلك من تعظيم إجلال الله تعالى؛ لأنه امتثال لأمره كما تقدم بيانه.

  وقال الهادي # في (الأحكام) أيضاً: وبلغنا عن النبي⁣(⁣٥) ÷ أنه قال: «النظر إلى بيت الله الحرام عبادة، والنظر في كتاب الله عبادة، والنظر في⁣(⁣٦) وجه الوالدين عبادة إعظاماً لهما وإجلالاً»⁣(⁣٧)، وعلى الجملة أنه لا⁣(⁣٨)


(١) في (ب): المواقع.

(٢) في (ب): يجعلهما.

(٣) تعالى: سقط من (أ).

(٤) الأحكام (٢/ ٥٢٧) كتاب الزهد والآداب. باب القول في بر الوالدين.

(٥) في (ب): عن رسول الله.

(٦) في (ب): إلى وجه.

(٧) الأحكام (٢/ ٥٢٧).

(٨) في (ب): لم.