[مسائل في تفسير بر الوالدين وعقوقهما]
  يظهر في ذلك اختلاف.
  وأما سمع أمرهما في شيء من أمور الدنيا فإن كانا مضطرين إلى ذلك ومحتاجين له ولا معصية للخالق فيه فلا إشكال فيه؛ لأن الله قد وصاه بهما كما قال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ}[لقمان: ١٤]، وقال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}[الإسراء: ٢٣].
  وأما إذا لم يكونا مضطرين ولا محتاجين إليه فكما يأتي إن شاء الله تعالى في أثناء الجواب على ما بقي من المسائل، ولا بد إن شاء الله تعالى من التنبيه على ذلك وإيراد ما أورده السائل والجواب(١) عليه، والله الموفق.
  وأما إذا كان فيه معصية لله تعالى فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وذلك معلوم من الدين ضرورة.
  وقال السائل: إن كان تعظيم الوالدين لأجل الإنعام الواجب عليهما وجب على الفقير لمن صرف إليه زكاة(٢) أو نحوها مثله، وإن كان لأجل الزائد على الواجب وجب على من تفضَّل عليه للمتفضل مثل ذلك، وإن كان الأمر(٣) خارج فلا شيء يشار إليه غير ما أوجب الله تعالى للمؤمنين.
  والجواب والله الموفق: أن الله سبحانه جعل ذلك شكراً كما مر تحقيقه، والشكر ليس إلا في مقابلة النعم الواجبة(٤) وغيرها ولا يلزم مثل ذلك لمن صرف زكاته أو نحوها على المصروف إليه؛ لأنها عبادة لم يجعلها إلا لله خالصة لوجهه الكريم بخلاف الأبوين فإن الله جعل ذلك حقاً لهما، وجعل ذلك الحق من طاعته كسجود الملائكة À لآدم # حكمة
(١) في (ب): من الجواب عليه.
(٢) في (ب): الزكاة أو نحوه مثله.
(٣) في (ب): لأمر.
(٤) في (أ): الواجب.