[وقوع الاختلاف بين المجتهدين وليس كل مجتهد مصيب مع الأدلة]
  إلا فيما ينكر بعضهم على بعض.
  وأيضاً: قد وقع التصريح بالنكير من علي # في كثير من المسائل، وصرّح أيضاً بالتخطئة(١) في مشهد من الصحابة في قصة المرأة التي استحضرها عمر، فأسقطت خوفاً منه، فاستشارهم عمر، فقال عبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان: (إنما أنت مؤدب لا نرى عليك شيئاً).
  فقال علي #: (إن كانا قد اجتهدا فقد أخطئا الخبر)(٢).
  وفي رواية أن القائل لذلك عبد الرحمن بن عوف(٣) وحده.
  فقال علي #: (إن اجتهد فقد أخطئ) الخبر، ولم ينازعه أحد منهم في التخطئة، ولو كان القول بالتصويب مذهباً لبعضهم لنازعه فيها(٤) كما كانوا ينازعونه في كثير من المسائل لماّ كان مذهبهم فيها خلاف مذهبه.
  وله # في (نهج البلاغة) كلام بسيط في ذم الاختلاف، فليطلع عليه السائل هنالك(٥).
  وروي عنه #، وزيد بن ثابت وغيرهم: تخطئة ابن عباس في عدم القول بالعول.
  وروي عن ابن عباس: أنه خطّأ أهل القول بالعول.
  وروي عن ابن عباس أنه قال: (ألا يتقي الله زيد بن ثابت يجعل ابن الابن
(١) في (ب): بالخطية.
(٢) انظر شرح النهج لابن أبي الحديد ١/ ١٧٤.
(٣) ابن عوف: زيادة في (ب).
(٤) في (ب): فيهما.
(٥) انظر إرشاد المؤمنين إلى معرفة نهج البلاغة المبين ١/ ٤٣٠ الخطبة رقم (١٨)، وشرح النهج لابن أبي الحديد ١/ ٢٨٨.