[تفسير المؤلف لكلام الإمام علي #]
  أهله، وأوردتموه غير ورده(١)، وسينتقم الله ممن ظلم ...)(٢) إلى آخر كلامه #.
[تفسير المؤلف لكلام الإمام علي #]
  قلت وبالله التوفيق: قوله #: فيومئذ، أي: يدخل الظلم بيوت المدر والوبر الترحة، ويولجون فيه النقمة، والتنوين في لفظ إذ عوض عن هذا المحذوف، والمراد بقوله #: (لا يبقى لهم في السماء عاذر)، أهل بيوت المدر والوبر، بدليل قوله #: (ولا في الأرض ناصر)؛ لأن الظلمة يتغلبون في ذلك الوقت وأنصارهم في الأرض موجودون، وإلا لم يقدروا على إدخال بيوت المدر والوبر شيئاً من الترح والنقم، فكان أهل السماء غير عاذرين لهم أعني: أهل(٣) بيوت المدر والوبر مع ما بهم من الترح والنقم، وما ذاك إلا لأنهم قد عصوا بتسليم الحق إليهم من أموال الله من الزكوات والخراج، وغيرهما الذي عناه أمير المؤمنين # في آخر الكلام، حيث قال: (أصفيتم بالحق غير أهله) أي: جعلتموه لهم صافياً عن كدر الاشتراك، فلم يخالطهم فيه من أهله مخالط، وأوردتموه غير ورده، أي: جلبتموه إلى غير موضعه الذي كان يجب أن يرد إليه، وجاء # بلفظ أصفيتم، ولفظ أوردتموه للخطاب بعد أن سبقه للغيبة قوله #: (لا يبقى لهم في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر) لما فيهما أي في لفظ: أصفيتم،
(١) في النهج: مورده.
(٢) نهج البلاغة (٢/ ٣٤٤) خطبة رقم (١٥٨).
(٣) أهل: سقط من (ب).