مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[الاختلاف في اشتراط الأدلة القطعية]

صفحة 30 - الجزء 1

  واحتجوا على ذلك⁣(⁣١) وقوع التعبد بالمظنون وحسنه بوجوب دفع الضرر المظنون عقلاً، وبخبر عبد الرحمن⁣(⁣٢) في المجوس، وكتاب عمرو بن حزم⁣(⁣٣)، وبعثة السعاة من الرسول صلى الله عليه وآله، والعمال، وخبر حمل بن مالك⁣(⁣٤) في الجنين.

  قالوا: والكل آحاد لا يفيد إلا الظن.

  قالوا: وقد أطبق التابعون، وفقهاء الأمصار على قبول أخبار الآحاد.

  واحتجوا أيضاً بوجوب العمل بالشهادة، وهي لا تثمر إلا الظن.

  ومن الدليل على صحة القول الأول قوله تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ١٦٨ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا على الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ}⁣[البقرة: ١٦٨ - ١٦٩]، وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ...}، إلى قوله تعالى: {وَأَنْ تَقُولُوا على الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ}⁣[الأعراف: ٣٣]،


(١) ذلك: سقط من (أ).

(٢) هو عبد الرحمن بن عوف، وخبره في المجوس هو ما رواه العلامة أحمد بن يوسف زبارة | في أنوار التمام ٥/ ٤٦٤، وعزاه إلى الشفاء للأمير الحسين بن بدر الدين | قال: لما فتح عمر بلاد المجوس، قال: ما أصنع بقوم لا كتاب لهم، أنشد اللهم رجلاً سمع فيهم شيئاً من رسول الله ÷ إلا ذكره، فقال عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله ÷، يقول: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير ناكحي نسائهم، ولا آكلي ذبائحهم».

(٣) هو عمرو بن حزم بن زيد بن لوذان الأنصاري، أبو الضحاك: وال، من الصحابة، شهد الخندق وما بعدها، توفي سنة ٥٣ هـ. (الأعلام ٥/ ٧٦).

(٤) هو حمل بن مالك بن النابغة الهذلي، وخبره في الجنين ذكره العلامة زبارة في المصدر السابق ٥/ ٢٢٣، وعزاه إلى شرح الأحكام للعلامة علي بن بلال |، بسنده عن أبي العباس الحسني | يبلغ به إلى ابن عباس، قال: قام عمر على المنبر، قال: أذكر الله امرأً سمع رسول الله ÷ كيف قضى في الجنين؟ فقام حمل بن مالك النابغة الهذلي، فقال: كنت بين جاريتين يعني ضرتين، فجرحت أو ضربت إحداهما الأخرى بعمود، فقتلتها وقتلت ما في بطنها، «فقضى رسول الله ÷ في الجنين بغرة عبد أو أمة» فقال عمر: الله أكبر لو لم أسمعه هذا قضيته بغيره. انتهى.