مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[قول المؤيد بالله # في كيفية إزالة المنكر]

صفحة 318 - الجزء 1

[قول المؤيد بالله # في كيفية إزالة المنكر]

  وقال المؤيد بالله⁣(⁣١) # في باب كيفية إزالة المنكر في كتاب الحظر والإباحة من كتاب (الإفادة) ما لفظه: (وفي سلطان فاسق يدعو الناس إلى إقامة المعروف وإزالة المنكر، وهو لا يتعدى أمر المسلمين ورأيهم لا يجوز للمسلمين متابعته ولا تقوية يده، وإن التمس ذلك هو منهم)، فقال: ولا تقوية يده، أي: بتلك المعاونة على إقامة المعروف وإزالة المنكر؛ لأن سياق الكلام مؤد هذ المعنى، وإذا كان لا يجوز ذلك؛ لكونه مؤدياً إلى تقوية الظالم على ظلمه مع أنه في الأصل واجب، فبالأحرى⁣(⁣٢) أنه لا يجوز تسليم المال إلى سلاطين الجور؛ لأنه مؤدٍ إلى تقويتهم على الظلم ضرورة.

  وقال # في هذا الباب نفسه⁣(⁣٣): (وفي ظالمين أحدهما أكثر من الآخر ظلماً، فالأقل منهما ظلماً يلتمس من المسلمين معاونة⁣(⁣٤) على دفع الأكثر ظلماً وفي غالب ظن هؤلاء المسلمين أن لو أعانوه على دفعه دفعوه، ويأخذ الزكاة والأعشار من المسلمين، ويصرفها في الوجوه التي تؤدي إلى مصالح


(١) هو الإمام المؤيد بالله أبو الحسين أحمد بن الحسين بن هارون بن الحسين الهاروني، الحسني، مولده بآمل طبرستان، وبها نشأ وترعرع وتأدب في صباه، وبرع في العلوم، وعرفه الناس عالماً في النحو واللغة، جامعاً للحديث ناقداً، له دراية ورواية، تقدم في علم الكلام وأصول الفقه والأدب والشعر، وكان قمة في التقوى والورع، والزهد والتواضع، والحلم والعدل والشجاعة، نهض داعياً إلى الله، خارجاً على الظلم سنة ٣٨٠ هـ، توفي سنة ٤١١ هـ، ومن آثاره: (النبوات) (التجريد) (الإفادة) (الزيادات) وغيرها، انظر: (أعلام المؤلفين الزيدية ص ١٠٠ - ١٠٢).

(٢) في (أ): فبالحرا.

(٣) في (أ): بنفسه.

(٤) في (ب): معاونته.