[قول الهادي # في الهجرة]
  الرخص مذاهب الظلمة)(١).
  وقال #: (إن العامل بغير علم كالسائر على غير طريق فلا يزده بعده عن الطريق إلا بعداً عن حاجته)(٢) وقد تقدم ذلك.
  وقال المنصور بالله #: (تتبع الرخص زندقة).
  وفي (الغيث) ما معناه: (أنه يحرم تتبع الرخص اتباعاً للهوى إجماعاً)، وكذلك في (الفصول)، وهذا من تتبع الرخص اتباعاً للهوى؛ لأنه عمل بالأخف اتباعاً لما تهواه النفوس من الاستصلاح لدنياهم، يريدون بذلك الراحة، وما أبعدها!
  أما في الآخرة فإنه ليس لمن عصى الله ومات مصراً على ذلك عند الله إلا العذاب الأليم، وأما في الدنيا فقد قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[الأنعام: ١٢٩].
  ومعنى الآية: أن الله يسلط الجبابرة على من عصاه حتى لا تتم لهم راحة.
  وروي عن النبي ÷ من(٣) أنه قال ما لفظه أو معناه: «من حاول أمراً بمعصية الله تعالى كان أفوت لما رجا وأقرب لمجيء ما اتقى».
  وقال علي كرم الله وجهه في الجنة في (نهج البلاغة): (لا يترك الناس [شيئاً](٤) من دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه، أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الحق لقلة أهله، ولا يجرمنّكم استحقار أهل الزمان للعاملين به أن لا تعملوا به، ولا تستهوينكم الدنيا فتؤثروها على الآخرة، وقد قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى ٣٧ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ٣٨ فَإِنَّ الْجَحِيمَ
(١) نهج البلاغة. خطبة رقم (٨٦).
(٢) نهج البلاغة خطبة رقم (١٥٤).
(٣) من: سقط من (ب).
(٤) ما بين المعكوفين: سقط من (ب).