مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[اعتماد أكثر المحدثين في رواياتهم على أشياع الأموية والعباسية]

صفحة 44 - الجزء 1

  الناس إلى التشيع، فانظر كيف قرن المؤمن الهادي بالكافر المضل! والدعاء إلى الحق بالدعاء إلى الكفر! وسماهما فتنتان، وعرّجوا في جرح أئمة الهدى، وجرح أشياعهم الأتقياء على ذلك وتعاموا عن قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}⁣[الأحزاب: ٣٣]، ونحو ذلك من الآيات، وعن قوله ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به، لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي ...»⁣(⁣١) الخبر، وقد تضمن هذا الخبر صحاحهم المتفق على صحتها عندهم في ألف وستمائة وخمسة أحاديث، غير ما روي عنه صلى الله عليه وآله في عترته الطاهرة، وأشياعهم، فيما لم يتفقوا على صحته من كتبهم، وغير ما رواه أهل البيت $، وشيعتهم منها - أي من التي تضمنها صحاحهم المتفق على صحتها عندهم - ستمائة وخمسة وثمانون حديثاً، تختص بعلي #، وتسعمائة وعشرون حديثاً تختص بالعترة $، كل واحد منها يدل على إمامتهم، وفضلهم على سائر الناس، والحق ما شهدت به الأعداء، وتحكِّموا في تعديل غيرهم بلا دليل، ولا برهان، حتى قال ابن معين، وهو المعتمد على قوله في الجرح والتعديل عندهم في عبد الرزاق: لو ارتدَّ


= متكلم، لسن، خطيب، شاعر، نشأ في أحضان العلم والعمل والتقوى والجهاد، وترعرع في جبل الرس القريب من المدينة المنورة، اشتغل بالعلم من طفولته فظهر نبوغه واشتهر في الآفاق، توفي بصعدة سنة ٢٩٨ هـ، أخباره كثيرة ومناقبه وفضائله غزيرة، ومن آثاره: (إثبات النبوة)، (الأحكام في الحلال والحرام)، (الجملة)، (الفنون) وعشرات غيرها، عنه وعن مؤلفاته ومصادر ترجمته انظر: (أعلام المؤلفين الزيدية ص ١١٠٣).

(١) حديث الثقلين حديث صحيح مشهور متواتر عن رسول الله ÷، وأخرجه الحفاظ وأئمة الحديث في الصحاح والمسانيد والسنن بطرق كثيرة عن بضعة وعشرين صحابياً منهم الإمام علي بن أبي طالب #، وزيد بن أرقم، وأبو سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله وغيرهم، والحديث أخرجه الترمذي في سننه ٥/ ٦٢٢ برقم (٣٧٨٦)، والطبراني في الكبير ٣/ ٦٣، والخطيب في المتفق والمفترق وعنه في كنز العمال، عن مصادر الحديث وتخريجه الموسع انظر: (المصابيح في تفسير أهل البيت ١/ ٥٠، ٥١، ٥٢).