مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[مما يقدح به عليهم]

صفحة 49 - الجزء 1

  علم لك بما أحدثوا، إنَّهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى».

  وفي الجمع بين الصحيحين قال: وأخرجه البخاري، من حديث عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله أنه⁣(⁣١) قال: «بينا أنا قائم، إذ أقبلت زمرة حتى إذا عرفتهم، خرج رجل [من]⁣(⁣٢) بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: إلى أين؟ فقال⁣(⁣٣): إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: [ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، قلت: إلى أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال]⁣(⁣٤): إنهم ارتدوا [على أدبارهم]⁣(⁣٥) فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم».

  ووجه القدح عليهم بذلك أنه لا يخلو إما أن يكونوا صادقين في روايات هذه الأخبار أو كاذبين، إن كانوا صادقين فقد خرجوا أكثر الصحابة الذين رووا عنهم، كما ثبت في رواية البخاري، أنه لا يخلص منهم - أي من الصحابة - إلا مثل همل النعم، وإن كانوا كاذبين، فقد لزمتهم التهمة، فثبت بحمد الله عدم الوثوق برواياتهم، إلا ما وقع مجمعاً عليه، أو موافقاً لكتاب الله سبحانه، ولا يقال: إن المراد بتلك الأخبار أهل الردة، كبني حنيفة؛ لأنا نقول: إن في لفظها: «ممن صحبني ورآني» وفي لفظها أيضاً: «فأقول: يا رب أصيحابي أصيحابي» بالتصغير، وذلك يفيد التحبيب،


(١) سقط من (ب): أنه

(٢) قوله: من، هو زيادة في الاعتصام المذكور فيه هذا الحديث.

(٣) في (ب): قال.

(٤) ما بين المعكوفين، سقط من (ب)، والحديث هذا ذكره بلفظه في الاعتصام ١/ ٣٩، عن الجمع بين الصحيحين، وليس فيه الزيادة التي بين المعكوفين.

(٥) ما بين المعكوفين: زيادة في (ب).