مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[حكم العمل بالمظنون عند أهل البيت $]

صفحة 53 - الجزء 1

[حكم العمل بالمظنون عند أهل البيت $]

  فإن قيل: فمن قد⁣(⁣١) قال بمثل مقالتكم هذه من أهل البيت $؟

  قلت وبالله التوفيق: على ذلك إطباق القدماء [منهم]⁣(⁣٢) $ فما حضرني من أقوالهم فَخُذْ، وما لم يحضرني، فابحث تجده مجملاً وشتيتاً.

  أما قولهم: بعدم جواز العمل بالمظنون، فقال علي # في وصيته لابنه الحسن #: (ولا تقل ما لا تعلم وإن قلّ ما تعلم)⁣(⁣٣).

  وقال # في خطبة له⁣(⁣٤) في نهج البلاغة: (وإنما سميت الشبهة شبهة؛ لأنها تشبه الحق، فأما أولياء الله فضياؤهم فيها اليقين، ودليلهم سمت الهدى)⁣(⁣٥).

  وقال # في صفة من يتصدى للحكم وليس له بأهل: (إن أبغض الخلائق إلى الله تعالى رجلان؛ رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل، مشغوف بكلام بدعة، ودعاء ضلالة، فهو فتنة لمن افتتن به في حياته، وبعد وفاته، حمّال خطايا غيره، رهن بخطيئته، ورجل قمش⁣(⁣٦) جهلاً مُوْضعٌ في جُهّال الأمة، غادٍ في أغباش الفتنة عَمٍ، بما في عقد الهداية⁣(⁣٧)، قد سماه أشباه الناس عالماً، وليس به، بَكّر فاستكثر من جمع ما لو قلَّ منه خير مِمَّا كثر، حتى إذا ارتوى من آجن، وأكثر من غير طائل،


(١) زيادة في (ب): قد

(٢) سقط من (أ).

(٣) شرح نهج البلاغة ١٦/ ٨٤.

(٤) سقط من (ب)، له.

(٥) نهج البلاغة ص ٨٩.

(٦) حاشية في (أ)، و (ب) لفظها: يقال: قمش يقمش، كضرب يضرب أي جمع. تمت.

(٧) في (ب): الهدنة.