مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[حكم خبر الواحد يثمر العلم مع القرينة]

صفحة 60 - الجزء 1

  والإمام محمد بن المطهر⁣(⁣١)، والسيد محمد بن جعفر وغيرهم من أهل مذهبنا: (إن خبر الواحد يفيد العلم إذا كان مع القرينة)، وهو بحمد الله عندي كذلك، وقد وقع بالتجربة عند كثير من العقلاء.

  وقال الإمام المهدي⁣(⁣٢) # وغيره: (إنه يفيد العلم إذا وقع بحضرة خلق كثير لا حامل لهم على السكوت لو علموا كذبه، وإذا كان يفيد العلم مع القرينة أو يحضره الخلق الكثير، فكيف لا يفيد العلم مع قرينة موافقته للكتاب العزيز، ومع تقرير النبي صلى الله عليه وآله له⁣(⁣٣) فيما تواتر من قوله صلى الله عليه وآله في الخبر المتقدم ذكره «فما وافقه فهو مني وأنا قلته»⁣(⁣٤) وكذلك القياس قد احتج به القاسم، والهادي @ في التكفير والتفسيق كما هو مشهور بين أصحابنا، وكذلك احتج به الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان في مسألة الشفاعة في كتاب (حقائق المعرفة)، فقال بعد أن أثبت الشفاعة للمحسنين ما لفظه: (ويؤيد ذلك ما


(١) هو الإمام المهدي لدين الله محمد بن الإمام المطهر بن يحيى، أحد أعلام أئمة الزيدية باليمن. عالم، مجتهد، مجاهد، مولده بهجرة الكريش شرق مدينة شهارة من بلاد الأهنوم، وأخذ العلم عن أبيه وأعيان علماء عصره، له (عقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن) تحت الطبع، و (المنهاج الجلي في فقه الإمام زيد بن علي) # وغيرهما، توفي سنة ٧٢٨ هـ. (أعلام المؤلفين الزيدية ص ٩٩٧).

(٢) هو الإمام المهدي لدين الله أحمد بن يحيى المرتضى بن مفضل بن منصور الحسني اليمني، أحد عظماء الإسلام وأئمة العترة الكرام، عالم، فقيه، مجتهد مطلق، علم شامخ في شتى الفنون، أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته الشهيرة الخالدة التي لا زالت عمدة للمذهب الزيدي ومرجعاً للفقه الموسوعي، واشتهر بالفضل والعلم، مولده بإلهان آنس سنة ٧٧٥ هـ، توفي ببلاد الظفير حجة سنة ٨٤٠ هـ، وقبره هناك مشهور مزور، ومن مؤلفاته: (متن الأزهار في فقه الأئمة الأطهار)، (البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار) و (الملل والنحل) وعشرات الكتب غيرها. انظر: (أعلام المؤلفين الزيدية ص ٢٠٦).

(٣) له، زيادة في (ب).

(٤) سبق تخريجه.