[نتائج السكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
  والصوفية إنما يفعلون ذلك رياءً وتوصلاً إلى فسادهم وإطفاء الدين؛ إذ لو علموا أن بضاعتهم تقبل من دون ذلك لما فعلوه.
  وقد(١) بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي #: «إذا هممت بأمرٍ فتدبر عاقبته، فإن يك خيراً فاتبعه، وإن يك غياً فدعه»، رواه أبو طالب # في (الأمالي) وأحمد بن سليمان # في (حقائق المعرفة)(٢)، وفيه زيادة تركتها اختصاراً.
  وبلغنا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال لرجل: «إذا أنت هممت بأمرٍ فتدبر عاقبته، فإن يك رشداً فامضه، وإن يك غياً فانته عنه» رواه أبو طالب # في (الأمالي)(٣) وفيه زيادة تركتها اختصاراً أيضاً، وهذان الخبران نصٌ في وجوب الانتهاء عن أي أمرٍ كان من طاعة أو مباح إذا كانت عاقبته غياً.
  وبلغنا عن علي # أنه قال: (إذا أخلّت(٤) النوافل بالفرائض فارفضوها)(٥)، وهذا مُخلٌ بالدين فكيف لا يرفض!.
  وذكر العلماء وجوب قتل المؤمن المترس(٦) به إذا خشي على الإسلام لو ترك وهو في الأصل من الكبائر، فكيف لا يجوز ترك ما توصل به إلى المحظور مما صورته صورة الطاعة من المحظور!
  وأوجب علماؤنا [رحمهم الله تعالى](٧) هدم الصوامع المحدثة، وهي في
(١) قد: سقط من (ب).
(٢) حقائق المعرفة في أصول الدين - تحت الطبع -.
(٣) أمالي أبي طالب ص ٤٦٤ برقم (٦١٥) بسنده عن علي #.
(٤) في النهج: إذا أضرت.
(٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (١٩/ ١٧٠)، قصار الحِكَم رقم (٢٨٥).
(٦) في (ب): المسلم المتترس به.
(٧) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).