مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم بن محمد (القسم الأول)،

القاسم بن محمد بن علي (المتوفى: 1029 هـ)

[نتائج السكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

صفحة 93 - الجزء 1

  والصوفية إنما يفعلون ذلك رياءً وتوصلاً إلى فسادهم وإطفاء الدين؛ إذ لو علموا أن بضاعتهم تقبل من دون ذلك لما فعلوه.

  وقد⁣(⁣١) بلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي #: «إذا هممت بأمرٍ فتدبر عاقبته، فإن يك خيراً فاتبعه، وإن يك غياً فدعه»، رواه أبو طالب # في (الأمالي) وأحمد بن سليمان # في (حقائق المعرفة)⁣(⁣٢)، وفيه زيادة تركتها اختصاراً.

  وبلغنا عنه صلى الله عليه وآله أنه قال لرجل: «إذا أنت هممت بأمرٍ فتدبر عاقبته، فإن يك رشداً فامضه، وإن يك غياً فانته عنه» رواه أبو طالب # في (الأمالي)⁣(⁣٣) وفيه زيادة تركتها اختصاراً أيضاً، وهذان الخبران نصٌ في وجوب الانتهاء عن أي أمرٍ كان من طاعة أو مباح إذا كانت عاقبته غياً.

  وبلغنا عن علي # أنه قال: (إذا أخلّت⁣(⁣٤) النوافل بالفرائض فارفضوها)⁣(⁣٥)، وهذا مُخلٌ بالدين فكيف لا يرفض!.

  وذكر العلماء وجوب قتل المؤمن المترس⁣(⁣٦) به إذا خشي على الإسلام لو ترك وهو في الأصل من الكبائر، فكيف لا يجوز ترك ما توصل به إلى المحظور مما صورته صورة الطاعة من المحظور!

  وأوجب علماؤنا [رحمهم الله تعالى]⁣(⁣٧) هدم الصوامع المحدثة، وهي في


(١) قد: سقط من (ب).

(٢) حقائق المعرفة في أصول الدين - تحت الطبع -.

(٣) أمالي أبي طالب ص ٤٦٤ برقم (٦١٥) بسنده عن علي #.

(٤) في النهج: إذا أضرت.

(٥) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (١٩/ ١٧٠)، قصار الحِكَم رقم (٢٨٥).

(٦) في (ب): المسلم المتترس به.

(٧) ما بين المعكوفين: سقط من (أ).