البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم الواحد

صفحة 43 - الجزء 1

  فإذا أدى قياس إلى ذلك رفض، ألا ترى إلى قولهم في جمع (جرو): (أَجْرٍ) و (دلو): (أدل) و (حقو)⁣(⁣١): (أحق)، وكان الأصل (أدلو) وَ (أَجْرُو) و (أَحْقُو)، فلما وقعت الواوُ طَرَفًا وقَبْلَها ضَمَّةٌ قَلبوا من الواو ياء، فقالوا: (أدل) و (أحق) و (أخر) / قال الشاعر⁣(⁣٢):

  ٧ - ليت هزبرٌ مُدِل عِنْدَ خَيسَتِهِ ... بِالرَّقْمَتَيْنِ لَهُ أَجْرٍ وَأَعْرَاسُ

  فَحَصَلَ⁣(⁣٣) المُعْتَلُ في الأسماء ما في آخره ياء قبلها كسرة أو ألف قبلها فتحة. فأما الواو الَّتي قبلها ضَمَّةٌ فلم توجَدْ طَرَفًا إِلا نادراً، والنادر لا اعتبار به، نَحْوُ (سَمَندو)، وقد قيل: إِنَّها تُقلب ياءً⁣(⁣٤) فيقال: (سَمَنْدِي) وهو اسم بلد⁣(⁣٥). ومُراده بالاعتلال هاهنا حرف الإعراب لا غير؛ لأن في غير هذا الموضع لا فرق بين وقوع حروف⁣(⁣٦) العلة فاء أو عينا أو لاما.


(١) في اللسان: الحقو والحقو: الكشح، وقيل: مَعْقِدُ الإِزارِ، والجمع: أَحْق وأَحْقاءٌ وَحَقِي وَحقاء، وفي الصحاح الحقو: الخَصْرُ ومَشَدَّ الإِزارِ من الجنب اللسان (حقا).

(٢) هو مالك بن خويلد، أو أبو ذؤيب.

٧ - البيت من البسيط.

انظر شرح ديوان الهذليين: ١/ ٢٢٦، ٤٤٢، ابن يعيش: ٤/ ١٢٣، ٥/ ٣٥، ١٠/ ٢٣، اللسان: (عرس).

والهزبر: من أسماء الأسد، والمدل: المنبسط، والخيس: الشجر الكثير الملتف، كالأيكة. والرُّقْمَةُ: الروضة، والرقمتان: الروضتان والعرس: الذكر والأنثى؛ لأن كل واحد عرس للآخر.

(٣) فحصل: فبقي.

(٤) في (ع): (وقد قيل: أنه يقلب في الكلام فيقال ...).

(٥) سمندو: قلعة في وسط بلاد الروم تقع قرب ملتان، قال صاحب التاج: «وهي المعروفة الآن ببلغراد». معجم البلدان (سمندو) ٣/ ٢٥٣، والقاموس المحيط وتاج العروس (سمند)، وهي لفظة غير عربية، فلا يصح الاحتجاج بها في هذا الموضع.

(٦) في (ع): (حرف).