البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم المعتل

صفحة 55 - الجزء 1

  ضمَّةٌ؛ لأنَّ الصَّمَّةَ في النُّقل كالكسرة، والضَّمَّةُ أيضا⁣(⁣١) أُخْتُ الكسرة ألا ترى أنهم يُجيزون اختلاف القوافي بالرفع والجَر، ويُسمون ذلك إقواء⁣(⁣٢)، ولا يُجيزون اختلافها بالرفع والنصب، ولا بالجَرِّ والنَّصب، فمن ذلك قول (النابغة):

  ٩ - أَمِنْ آلِ مَيَّةَ رَائِحٌ أَوْ مُغْتَدِي ... عَجْلانَ ذَا رَادٍ وَغَيْرَ مُزَوَّدِ

  وفي البيت الثاني:

  ... ... ... وبذاكَ خَبرَنَا الغُرَابُ الأَسودُ

  فأجرى الضمة مُجْرى الكسرة، فلهذه العلة كانت الكسرة والضمة في الياء على حال سواء، فإذا خَفَّفْت بحذفِ الصَّمَّةِ والكسرة بقي التَّنْوين مع الياء؛ وهما ساكنان، ولا بُدَّ من حذف أحدهما أو تحريكه، ولا يجوز تحريك الياء، لأننا خَفَّفْناها بحذف الحركة فلا نُعيدها، ولا يجوز تحريك التنوين؛ لأنَّهُ إِنَّما يُحرك إذا لقيه ساكن بعده، ولا يجوز حذف التَّنْوين⁣(⁣٣)؛ لأنَّهُ دخل لمعنى الصرف، وما دخل للفرق لا يُحذف، فيلتبس الكلام؛ ولأنّا إذا حذفنا الياء كان قبلها كسرة عوضاً منها⁣(⁣٤) تدل عليها، وليس معنا عِوَض من التَّنْوين؛ فلهذا حذفنا الياء فبقي التَّنْوين


(١) (أيضا): ليست في (ع).

(٢) انظر الوافي في العروض والقوافي: ٢٣٩، وكتاب القوافي: ١١٧، والشعر والشعراء: ١/ ٩٥.

٩ - البيتان من البحر الطويل.

وهما في ديوانه: ١٣٤، والشعر والشعراء: ١/ ١٥٧ - ١٥٨، والأغاني: ١١/ ٨ والوافي في العروض والقوافي: ٢٣٩، وكتاب القوافي: ١١٨، والبيت الأول مع عجز الثاني في الخصائص: ١/ ٢٤٠ والرواية فيه: (من آل مية ...) بغير همزة والبيت الثاني برواية (... الغداف الأسود) في معاني القرآن للفراء: ١/ ١٣٣، والتبصرة ١/ ٣٠٩. والغداف: الغراب.

وصدر الثاني: زَعَمَ البَوارِحُ أَنَّ رِحْلَتَنا غداً.

(٣) في (ع): (ولا يجوز حذفه لأنه ...).

(٤) في (ع): (عوضا عن الياء ...).