البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

علمه:

صفحة 16 - الجزء 1

  الرأي في الصحابة، مثنيا عليهم، متبرئًا ممن يتبرأ منهم، والزيديون في تشيعهم القديم يقولون بخلافة أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ويرون أن عليا أفضل، ويجوز تقديم المفضول على الفاضل⁣(⁣١)».

  وبعد فإن الذي يمكن أن يُقطع به أن الشريف كان زيدي المذهب معتزلي العقيدة؛ لأن الخبر الذي ساقه أبو طالب بن الهراس يُعضده ماورد في الكتاب الذي بين أيدينا؛ وذلك أن الشريف اعتبر (لن) لنفي الأبد مطلقا، وهو قول لم يقله - فيما أعلم - إلا أهل الاعتزال⁣(⁣٢).

علمه:

  وُصف الشريف بأنه شيخ مسن كبير، فاضل، له معرفة في الفقه والحديث والتفسير والنحو واللغة والأدب، وله التصانيف الحسنة السائرة في النحو وغيره⁣(⁣٣). كان حسن الإصغاء، سليم الحواس، يكتب خطا مليحاً سريعاً على كبر سن⁣(⁣٤)، واسع الرواية، أدرك المشايخ الجلة كأبي بكر الخطيب وطبقته، تكرر إليه المحدثون ونقلوا عنه الأحاديث والأخبار السعة روايته، وروى كتاب الإيضاح للفارسي بالكوفة مدة طويلة وأخذه عنه الجم الغفير من العلماء والنحاة⁣(⁣٥). سمع كثيراً، وكتب كثيراً⁣(⁣٦)، وكان علامة في النحو واللغة، أكثر من


(١) إنباه الرواة: ٢/ ٣٢٥.

(٢) انظر ص ٤٢٧. وراجع شرح الأصول الخمسة: ٢٣٢ وما بعدها، والإرشاد إلى قواطع الأدلة في الاعتقاد: ١٦٦ وما بعدها، والبحر المحيط: ٨/ ١٥٧ وما بعدها.

(٣) - إنباه الرواة: ٢/ ٣٢٥، والمنتظم: ١٠/ ١١٤، تلخيص ابن مكتوم: الورقة ١٥٩/أ، والبداية: ١٢/ ٢١٩، ولسان الميزان: ٤/ ٢٨١، وتاج التراجم: ٤٨، وطبقات السيوطي: ٢٦، وطبقات الداودي: ٢/ ١.

(٤) معجم الأدباء: ١٥/ ٢٥٧، وانظر لسان الميزان: ٤/ ٢٨١.

(٥) إنباه الرواة: ٢/ ٣٢٥.

(٦) البداية: ١٢/ ٢١٩.