البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

الفصل الأول التعريف بالشارح

صفحة 15 - الجزء 1

  نقل ياقوت عن أبي سعد السمعاني⁣(⁣١) أنه قال: «سمعت يوسف بن مقلد يقول: كنت أقرأ على الشريف عمر جزءاً، فمر بي ذكر عائشة، فقلت: ^. فقال لي الشريف: تدعو لعدوة علي؟! أو تَتَرضى على عدوة عليّ؟! فقلت: حاشا وكلا ما كانت عدوة علي⁣(⁣٢)».

  قال أبو سعد السمعاني: وكنت الأزمه طوال مقامي بالكوفة في الكور الخمس⁣(⁣٣)، ما سمعت طوال ملازمتي له شيئًا في الاعتقاد أنكرته، غير أنني كنت يوما قاعداً في باب داره وأخرج لي شذرة من مسموعاته، وجعلت أتفقد فيها حديث الكوفيين، فوجدت فيها جزءاً بتصحيح الأذان بحي على خير العمل، فأخذته لأطالعه فأخذه من يدي وقال: لهذا طالب غيرك، ثم قال: ينبغي للعالم أن يكون عنده كل شيء، فإن لكل نوع طالبا⁣(⁣٤)».

  قال ابن عساكر: «ولم أسمع منه في مذهبه شيئًا⁣(⁣٥)».

  وسمع القفطي أبا طالب السلفي سنة ست وتسعين وخمسمائة - وكان القفطي ابن ثمان سنين - يقول - بعد أن روى عن الشريف حديثًا -: «الشريف عمر هذا أديب نحوي، وفي المذهب زيدي، وكان يفتي بالكوفة على مذهبه، وسمع معنا على جماعة من شيوخنا الكوفيين، كان من عقلاء الرجال، حسن


(١) ذكر ذلك أبو سعد السمعاني في ذيل تاريخ بغداد في ترجمة الشريف، إلا أن هذا الكتاب مفقود، ولم يبق لنا من ترجمة الشريف التي فيه إلا بعض النقول التي نقلها من ترجموا للشريف عن أبي سعد.

(٢) معجم الأدباء: ١٥/ ٢٥٩، وانظر المنتظم: ١٠/ ١١٤، ولسان الميزان: ٤/ ٢٨١، والبغية: ٢/ ٢١٥.

(٣) الكور الخمس كناية عن الصلوات الخمس؛ لأن الكور: لف العمامة على الرأس والإمام عندما يخرج للصلاة يلف عمامته على رأسه.

(٤) معجم الأدباء: ١٥/ ٢٥٨ - ٢٥٩، ولسان الميزان: ٤/ ٢٨١.

(٥) تاريخ ابن عساكر: ج ٨ / الورقة: ٤٠٨.