البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التثنية

صفحة 78 - الجزء 1

  اعلم أن النون في المثنى بمنزلة التنوين في المفرد⁣(⁣١) فكما يسقط التنوين مع الإضافة في المفرد أُسقطت النّون في التَّثنية مع الإضافة. فإن قيل: فإنَّ النّون تثبت مع الألف واللام نحو قولنا: (الرَّجلان) و (الزَّيْدان) وأشباه ذلك، والتنوين لا يثبت مع الألف واللام فكيف يجعلان حكماً واحداً؟

  قيل له: إنَّما ثبتت⁣(⁣٢) النون مع الألف واللام؛ لأنها بعدت عنها فجاز أن يجتمعا، وليس كذلك الإضافة؛ لأنَّ المضاف إليه حلَّ محل النون فأُسقطت النون وأقيم مقامها.

  وجواب آخر: أنَّ المضاف / أبداً يكتسب كثيراً من أحكام المضاف إليه والنون تمنعه من الوصول إليه، فلهذا أُسقطت.

  ووجه ثالث: وهو أنَّ الألف التي هي مثل علامة التثنية قد تلحق الاسم الذي فيه الألف واللام في أواخر الآي وفي القوافي نحو قوله تعالى: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ١٠}⁣(⁣٣) ونحو قوله تعالى: {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا ٦٧}⁣(⁣٤)، وقال الشاعر⁣(⁣٥):

  ١٤ - أقلي اللوم عاذل والعتابا ... وقولي إِنْ أَصَبْتُ لَقَد أصابا


(١) كان صاحب المتن وصاحب الشرح مختلفان في هذه القضية؛ إذ يُصرُّ الأول على أنَّ النون عوض عن الحركة والتنوين، في حين نجد الثاني يوافقه حينًا ويخالفه حيناً آخر باعتباره النون بمنزلة التنوين فقط. انظر ما سلف: ص ٧١، ٧٣ وما بعدها.

(٢) في و (ع): (بنيت) وهو تصحيف.

(٣) الأحزاب: (١٠).

(٤) الأحزاب: (٦٧).

(٥) هو جرير بن عطية الخطفي.

١٤ - البيت من الوافر وهو مطلع قصيدة يهجو بها الفرزدق والراعي انظر ديوانه: ٥٨، ونقائض جرير والفرزدق: ١/ ٤٣٢، وسيبويه: ٢/ ٢٩٨ ونوادر أبي زيد: ٣٨٧، والمقتضب: ١/ ٣٧٥، والسمط: =