البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب جمع التذكير

صفحة 83 - الجزء 1

  ليست في غيرهم، فمُيِّزوا بجمع تسلم فيه أسماؤهم من التغيير والتكسير لشرفهم وفضلهم.

  فإن قيل فقد جاء هذا الجمع لمن لا يعقل نحو قولهم: (عشرون) و (ثلاثون) و (أربعون) إلى (تسعين) وجاء أيضًا في (سنة وسنون) وفي (أَرَضُونَ) وفي⁣(⁣١) (تبونَ) و (كُرونَ) و (قُلونَ)⁣(⁣٢).

  قيل: أما العقود فعنه⁣(⁣٣) جوابان:

  أحدهما: أنَّ هذه العقود تصلح لمن يعقل⁣(⁣٤) ولمن لا يعقل، فغلبوا عليها ما يعقل وجمعوها بالواو والنون.

  والثاني: وهو أن هذه العقود لما كانت للتذكير على لفظ يكون ثانياً لأول أشبهت المحذوفات من حيث إنَّ المحذوف المبني على التأنيث ثان، فاشتبه الثواني بالثواني، فجمع هذا الجمع؛ ليكون بدلاً له ما غير من أصله لوقوعه موقع الثاني وهو أول⁣(⁣٥). ولهذه العلة جُمعَ (تُبونَ) بالواو والنون؛ لأن أصله (ثُبوة)


(١) في (ع): (وجاء في).

(٢) في اللسان «الثَّبَةُ: العصبة من الفرسان، والجمع ثبات وتبون وثيون» / اللسان (ثبا) / و القُلةُ: عود يجعل في وسطه حبل ثم يدفن ويجعل للحبل كَفَّةٌ فيها عيدان، فإذا وَطِئَ الظَّبي عليها عَضَت على أطراف أكارعه ... والقلةُ والمقلى والمقلاء ... عودان يلعب بها الصبيان ... والجَمْعُ فُلاتٌ وَقَلونَ وقلون «/ اللسان (قلو) /» «والكرة: التي يُلْعَبُ بها ... وجمع الكرة كرات وكرون» / اللسان (كرا) /.

(٣) في (ع): (ففيها).

(٤) (لمن يعقل و): ساقط من (ع).

(٥) يريد أن ألفاظ العقود لما وقعت في اللفظ ثانية لما قبلها؛ لأن (العشرين) ثان على (العشرة) و (الثلاثون) ثان على (العشرين) وهكذا حتى (التسعين) وقعت موقع الثواني، وهي في الأصل أوائل؛ لأنها مذكرة، فأشبهت بذلك الألفاظ المؤنثة التي حذف منها كـ (ثبة) و (قلة)، فهما ثان لـ (ثُبوة) و (قلوة)، ولما كانت هذه الألفاظ تجمع جمع تصحيح تعويضاً لها مما حذف منها حملت ألفاظ العقود عليها لما بينهما من شبه تقدم شرحه.