باب جمع التذكير
  بالواو والنون؛ ليكون عوضًا من المحذوف، وحرَّكوها(١) بالفتح؛ ليؤذنوا بأنه(٢) غير مستحق للتصحيح؛ لأنَّ التصحيح ما سلم فيه حرف(٣) المفرد وحركاته، وحركوا وسطها دون أولها؛ لأنَّها لو جمعت بالألف والتاء(٤) لقلت: (أَرَضات) كقولهم: (جَفَناتٌ)؛ ليكون هذا التَّغيير مثل ذلك التغيير(٥).
  وجواب آخر: وهو أنَّهم لَمّا جمعوا (أرضًا) على (أراضي) في التكسير، و (أراضي) إذا جعلت جمع (أرض) لم يصح إلا أن تكون على وزن ما فيه ياء النسب، كما قالوا: (مُهريَّةٌ ومهاري) و (بخاتي) و (كراسي) فهذه الياء(٦) مرادة في (أرض) لجمعهم إيَّاها على (أراضي)، ولما كانت(٧) ياء النسب تجري مجرى تاء التأنيث؛ لأنَّ كلَّ واحدة(٨) منهما تُحذف للفرق ألا ترى قولهم: (رومي وروم) و (يهودي ويهود) و (مجوسي ومجوس) وقالوا: (شجرة وشجر) و (بقرة وبقس) و (تمرة وتمس)، فصارت (أرض) كالمحذوف لما كانت ياء النسب مرادة فيها.
  وفتحت نون الجمع طلبًا للفرق بينها وبين نون الاثنين ولتعديل(٩) الكلام، وذلك أن الواقع قبلها واو أو ياء مكسور ما قبلها، وهما أثقل من الألف ومن الياء المفتوح ما قبلها، فاختاروا لهذه النون الفتح الذي هو أخف الحركات لتعديل
(١) في (ع): (وقيل أنهم حركوها ...).
(٢) في (ع): (أنه) بدون الباء.
(٣) في (ع): (ما يسلم فيه حروف ...).
(٤) في الأصل: (الياء)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٥) في الأصل: (التغير)، وما أثبته من (ع).
(٦) في الأصل و (ع): (الياءان) بالتثنية. والصواب ما أثبته ليناسب ما قبله وما بعده.
(٧) في (ع): (كان).
(٨) في الأصل: (واحد)، وهو سهو، والتصويب من (ع).
(٩) في الأصل: (تعديل)، وما أثبته من (ع).