باب الأفعال
  أحدهما: زمان وجوده.
  والثاني: / غير زمان وجوده. فكلُّ فعل صح الإخبار به عن زمان حدوثه في زمان غيره فهو ماض.
  والمستقبل: ما دخل عليه (السّينُ) أو (سوف)، أو كان أمراً، أو نهيًا، أو دعاء، أو كان فيه حرف الشرط مع حرف المضارعة، أو نون التوكيد. وحقيقة المستقبل هو الذي نُحَدِّثُ عن وجوده في زمان لم يكن فيه ولا قبله، فهذا هو المستقبل.
  والثالث: هو الفعل الحاضر: وهو الذي يكون الإخبار عن وجوده [في زمان وجوده](١).
  فأما الفعل الماضي والفعل المستقبل ففعلهما سهل، وأصعب ما في ذلك معرفة الفعل الحاضر، والمراد به أن يكون مع ما(٢) يدلُّ عليه من الحدث موجوداً عند النطق به غير منقض، ألا ترى أنَّك لو سئلت عن إنسان فقلت: هو يصلّي، لكان صلاته في وقت قولك هو يصلي، ولو قطع صلاته لما جاز أن تقول: هو يصلي، وهذا اللفظ يصلح أيضا للمستقبل إلا أنَّ الحاضر أولى به، ألا ترى أن قولك: زيد يخرج، تريد أنه خارج في غير ذلك الوقت الذي قلت فيه، ولفظ الفعلين واحد، وإنما كان كذلك؛ لأنَّ الفعل على ضربين:
  أحدهما: له أركان تقاومُ النُّطق به(٣)، فيكون ابتداء نطقك وانتهاؤه داخلاً في الفعل أو في جزء من أجزائه، فهذا الفعل إذا أخبرت(٤) عنه بالمضارع دل
(١) تكملة من (ع).
(٢) في الأصل و (ع) رسمت: (معما) موصولة.
(٣) تقاوم النطق به: أي تقوم حال قيام النطق به.
(٤) في الأصل: (أخرت)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).