البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الأفعال

صفحة 95 - الجزء 1

  على الحاضر، وليس كذلك (يخرجُ)؛ لأنَّه ليس له أركان تقاوم النطق به، وهذا الفعل المضارع يصلح للزَّمانين، فإذا أدخلت عليه (السّين) أو (سوف) تخصص بالاستقبال⁣(⁣١).

  فإن قال قائل: لِمَ خُصَّ الفعل الماضي ببناء واحد لا يَشْرَكُه⁣(⁣٢) فيه غيره، وشورك بين الحال والاستقبال، فجعلت⁣(⁣٣) اللفظة الواحدة لفعلين في زمانين؟

  قيل له: لما شابهت هذه الأفعال الأسماء، وكانت الأسماء توضع⁣(⁣٤) اللفظة الواحدة منها لأكثر من معنى، نحو قولنا: (عين) تقع على عين الشمس، وعين الركبة⁣(⁣٥)، وعين الميزان، وعين من عيون الماء، وعين القبلة، إلى غير ذلك مما يكثرُ/ ذكره، جاز أن يقع ما يُشابه الأسماء من الأفعال لمعنيين.

  فإن قال قائل: فلِمَ لم يضعوا للحاضر لفظًا يدلُّ على [الحال كما وضعوا للماضي والمستقبل؟

  قيل له: لما كانت الأفعال تدلُّ على]⁣(⁣٦) الأزمنة وقل الزمان الحاضر حتى [لا]⁣(⁣٦) يتجزأ لم يضعوا له ما يدل عليه. ومن النّاس من يقول: إنَّ الفعل المضارع يدلُّ على الحاضر إلا أن يقترن به ما يجعله للاستقبال.

  فإن قال قائل: فأي هذه الأفعال أقدم في الرتبة وأصل لها.


(١) ذكر أن الفعل على ضربين وقال (أحدهما ...) ولم يقل (والثاني ...) إلا أنه ذكره حين قال: (لأنه ليس له أركان ...) دون أن يشير إلى أنه الثاني.

(٢) في الأصل: (يشتركه)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٣) في الأصل و (ع): (فجعل اللفظة).

(٤) (لفعلين في زمانين ... وكانت الأسماء توضع): ساقط من (ع).

(٥) (عين الركبة): نُقرتها. القاموس المحيط (عين).

(٦) تكملة من (ع).