باب الأفعال
  على الحاضر، وليس كذلك (يخرجُ)؛ لأنَّه ليس له أركان تقاوم النطق به، وهذا الفعل المضارع يصلح للزَّمانين، فإذا أدخلت عليه (السّين) أو (سوف) تخصص بالاستقبال(١).
  فإن قال قائل: لِمَ خُصَّ الفعل الماضي ببناء واحد لا يَشْرَكُه(٢) فيه غيره، وشورك بين الحال والاستقبال، فجعلت(٣) اللفظة الواحدة لفعلين في زمانين؟
  قيل له: لما شابهت هذه الأفعال الأسماء، وكانت الأسماء توضع(٤) اللفظة الواحدة منها لأكثر من معنى، نحو قولنا: (عين) تقع على عين الشمس، وعين الركبة(٥)، وعين الميزان، وعين من عيون الماء، وعين القبلة، إلى غير ذلك مما يكثرُ/ ذكره، جاز أن يقع ما يُشابه الأسماء من الأفعال لمعنيين.
  فإن قال قائل: فلِمَ لم يضعوا للحاضر لفظًا يدلُّ على [الحال كما وضعوا للماضي والمستقبل؟
  قيل له: لما كانت الأفعال تدلُّ على](٦) الأزمنة وقل الزمان الحاضر حتى [لا](٦) يتجزأ لم يضعوا له ما يدل عليه. ومن النّاس من يقول: إنَّ الفعل المضارع يدلُّ على الحاضر إلا أن يقترن به ما يجعله للاستقبال.
  فإن قال قائل: فأي هذه الأفعال أقدم في الرتبة وأصل لها.
(١) ذكر أن الفعل على ضربين وقال (أحدهما ...) ولم يقل (والثاني ...) إلا أنه ذكره حين قال: (لأنه ليس له أركان ...) دون أن يشير إلى أنه الثاني.
(٢) في الأصل: (يشتركه)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٣) في الأصل و (ع): (فجعل اللفظة).
(٤) (لفعلين في زمانين ... وكانت الأسماء توضع): ساقط من (ع).
(٥) (عين الركبة): نُقرتها. القاموس المحيط (عين).
(٦) تكملة من (ع).