البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المبتدأ

صفحة 102 - الجزء 1

  إلى الفاعل، وإن اختلفا في الحديث عنهما؛ لأنَّ الفعل حديث عن الفاعل، وهو مقدم عليه، والخبر حديث عن المبتدأ وإن تأخر عنه. واحتج بأن الإسناد هو إضافة الشَّيء إلى الشَّيء، كما تقول أسندت ظهري إلى الحائط أي أضفته إليه / وأنشد بيت امرئ القيس:

  ١٦ - فَلَمَّا دَخَلْنَاهُ أَضَفْنا ظهورنا ... إلى كُلِّ حارِيُّ قَشيب مُشَطَب

  أي أسندناها. والصحيح أن المبتدأ هو المسند إليه، والخبر هو المسند، وذلك أنَّك جئت بالأول وهو المبتدأ، فجعلته أصلاً لما بعده، ولم تبنه على شيء قبله، ثُمَّ جئت بالخبر فصار فرعًا عليه لكونه محتاجاً إليه، فلذلك صار الثاني مسنداً إلى الأول. والله أعلم.


١٦ - البيت من الطويل.

وهو في ديوانه: ٥٣ والرواية فيه (... حاري جديد مُشَطَب) وانظر اللسان: (صير) و (ضيف)، وشرح التصيرح على التوضيح ٢/ ٢٣. والحاري: المنسوب إلى الحيرة، والمقصود: إلى كل رجل حاري. والمشطب: الذي فيه خطوط وطرائق. والقشيب: الجديد.