البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الفاعل

صفحة 121 - الجزء 1

  وجب أن يكون مضمراً فيه، فإذا قلنا: زيد قام فـ (زيد) مرفوع بالابتداء، و (قام) فعل، وفاعله مضمر فيه، وقام) في موضع رفع بأنَّه خبر المبتدأ، والفاعل في (قام) ضمير يرجع إلى (زيد) وهو رفع، والدليل على أنَّ فيه ضميراً يرجع إلى الأوَّل أَنَّكَ تقولُ: الزيدان قاما، والزيدون قاموا، أو هند⁣(⁣١) قامت، فتجد الضمير على قدر ما يرجع إليه.

  قال: «فإن خلا الفعل من الضمير لم تأتِ فيه بعلامة تثنية ولا جمع؛ لأنَّهُ لا ضمير فيه، تقول: قام زيد، وقام الزيدان وقام الزيدون، كله بلفظ واحد في (قام) فإن كان / فيه ضمير جئت بعلامة⁣(⁣٢) التثنية والجمع تقول: الزيدان قاما، والزيدون قاموا، فالألف في (قاما) علامة التثنية والضمير، والواو في (قاموا علامة الجمع والضمير».

  اعلم أنَّ الفعل إذا تقدم على فاعله وحدَ ولم تأتِ فيه بعلامة لتثنية ولا جمع، هذه اللغة العالية الفصيحة، من ذلك قوله تعالى: {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا}⁣(⁣٣). فإذا تأخر الفعل عن فاعله ثنيت ضمير الفاعل في الفعل وجمعته، تقول: الزيدان قاما، والزيدون قاموا.

  فإن قيل: فكيف لم يُظهروا علامة التثنية والجمع كما أظهروا علامة التأنيث؛ لأنَّ القصد في إظهار علامة التأنيث أن يعلم أنَّ الفعل لِمُؤنَّث، وكذلك يلزم في التثنية والجمع.


(١) في (ع): (وهند).

(٢) في (مل): (جئت فيه بعلامة).

(٣) المائدة: (٢٣).