البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المفعول الذي جعل الفعل حديثا عنه وهو ما لم يسم فاعله

صفحة 137 - الجزء 1

  الفاعل قُلْت: ضُرِبَ زَيْد يومَ الجمعةِ ضَرْبًا شديداً تَرفَعُ (زيداً) لا غَيْرُ.

  اعلم أنَّه إِنَّما جاز أنْ تُقيم أحد الأربعة مقام الفاعل عند عدم المفعول الحقيقي. فإذا كان معك مفعول صحيح لم (يَجُز) / أنْ تُقيم غيره مقامه؛ لأنَّه هو الَّذي يُقصد بالإخبار عنه فكيف تُخْبِرُ عن غيره مع القدرة عليه. وقال بعضُهم: المفعول به شريك الفاعل في الفعل بدليل أنَّ الفاعل يُخْرِجُ الفِعْلَ من العدمِ إِلى الوجود والمفعول به حافظ لوجوده، ولهذا لما كان في الأفعال ما لا يتعدى جُعِلَ فعل المفعول لتقع المساواة بينهما.