البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المفعول المطلق وهو المصدر

صفحة 185 - الجزء 1

باب المفعول المطلق وهو المصدر

  [قال]⁣(⁣١) «اعلم أنَّ المصدر كل اسم دلَّ على حدث وزمان مجهول /، وهو وفعله من لفظ واحدٍ، والفعلُ مُشتق من المصدر».

  اعلم أنه بدأ بالمفعول⁣(⁣٢) المطلق؛ لأن كل فعل يتعدى إليه سواء كان ذلك الفعل لازماً أو⁣(⁣٣) متعديًا، فصار هذا المفعولُ أعم المفعولات (وَأَكْثَرَها). وإِنَّما سُمِّيَ مُطلَقًا؛ لأنَّه لم يُقيَّد بحرف جر، نحو قولك: (مِنْهُ) أو (فيه) أو (إِلَيْهِ) أو (عَلَيْهِ) أو ما أشبه ذلك. وهذا المفعولُ منصوب⁣(⁣٤) بفعله أبداً إذا ذكرت الفعل معه.

  والمصدر هو الذي ينقضي بانقضاء الزَّمان، نحو (القيام) و (القعود) و (الركوب) و (الجلوس)، وهو يدلُّ على حَدَث وزمان مجهول. والفعل يدل على حدث وزمان معلوم. وقد مضى فيما تقدَّمَ أنَّ الفعل مُشْتَقٌ من المصدر فَلا⁣(⁣٥) طائل في إعادته.

  قال: «فَإذا ذكرت المصدر مع فعله فَضْلَةً فهو منصوب به تقولُ: قُمْتُ قياما، وقَعَدْتُ قُعوداً، وإِنَّما يُذكَرُ المصدر مع فعْلِهِ لأحَدٍ ثلاثة أشياء وهي: توكيد الفعل، وبيان النوع، وعدد المرات. تقول في التوكيد: قُمْتُ قيامًا، وجَلَسْتُ جُلُوسًا،


(١) زيادة من (ع).

(٢) في الأصل: (المفعلول)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٣) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).

(٤) في الأصل: (وهذا المفعول أعم وهو منصوب ...) بإقحام: (أعم وهو)، والتصويب من (ع).

(٥) في (ع): (لا) بدون الفاء.