باب المفعول المطلق وهو المصدر
باب المفعول المطلق وهو المصدر
  [قال](١) «اعلم أنَّ المصدر كل اسم دلَّ على حدث وزمان مجهول /، وهو وفعله من لفظ واحدٍ، والفعلُ مُشتق من المصدر».
  اعلم أنه بدأ بالمفعول(٢) المطلق؛ لأن كل فعل يتعدى إليه سواء كان ذلك الفعل لازماً أو(٣) متعديًا، فصار هذا المفعولُ أعم المفعولات (وَأَكْثَرَها). وإِنَّما سُمِّيَ مُطلَقًا؛ لأنَّه لم يُقيَّد بحرف جر، نحو قولك: (مِنْهُ) أو (فيه) أو (إِلَيْهِ) أو (عَلَيْهِ) أو ما أشبه ذلك. وهذا المفعولُ منصوب(٤) بفعله أبداً إذا ذكرت الفعل معه.
  والمصدر هو الذي ينقضي بانقضاء الزَّمان، نحو (القيام) و (القعود) و (الركوب) و (الجلوس)، وهو يدلُّ على حَدَث وزمان مجهول. والفعل يدل على حدث وزمان معلوم. وقد مضى فيما تقدَّمَ أنَّ الفعل مُشْتَقٌ من المصدر فَلا(٥) طائل في إعادته.
  قال: «فَإذا ذكرت المصدر مع فعله فَضْلَةً فهو منصوب به تقولُ: قُمْتُ قياما، وقَعَدْتُ قُعوداً، وإِنَّما يُذكَرُ المصدر مع فعْلِهِ لأحَدٍ ثلاثة أشياء وهي: توكيد الفعل، وبيان النوع، وعدد المرات. تقول في التوكيد: قُمْتُ قيامًا، وجَلَسْتُ جُلُوسًا،
(١) زيادة من (ع).
(٢) في الأصل: (المفعلول)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٣) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).
(٤) في الأصل: (وهذا المفعول أعم وهو منصوب ...) بإقحام: (أعم وهو)، والتصويب من (ع).
(٥) في (ع): (لا) بدون الفاء.