البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المفعول المطلق وهو المصدر

صفحة 191 - الجزء 1

  فَنَصَبَ (حُبًّا) على المصدر بما دل عليه (يُعْجِبُهُ). وكذلك: إِنِّي لأَبْغَضَهُ كَرَاهِيَةً، وإِنِّي لأشْتَوهُ بُعْضًا».

  اعلم أنَّ في هذه المسائلِ خُلْفًا، فمنهُم مَن يقولُ⁣(⁣١): إِنَّ الفعلَيْن لَما تقاربَ معناهما جاز أن يعمل كُلُّ واحد منهما في مصدر الآخر. ومنهم⁣(⁣٢) مَنْ يقول: إِنَّ الفعل لا يَعْمَلُ إِلا فيما كان مُشْتَقًا من لفظه. فإذا جاءَ بعده مصدر من غير لفظه فإِنَّما يَنْتَصِبُ على إِضمار فعل، فإذا قُلْتَ: إِنِّي لَأَبْغُضُهُ كَرَاهِيَةٌ كَانَ التَّقدير: وَأَكْرَهُهُ كَراهية. والله أعلم.


(١) هذا المذهب ينسب إلى المازني والمبرد والسيرافي. انظر شرح الكافية للمرضي: ١/ ١١٦.

(٢) هذا مذهب سيبويه وجمهور النحويين انظر شرح الكافية للرضي: ١/ ١١٦، والمساعد: ١/ ٤٦٧.