البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المفعول به

صفحة 193 - الجزء 1

  والمفعول به لا يكون إلا⁣(⁣١) من فعل يتعدى فاعله ولا يكون من فعل لازمٍ. والفعل على ضربين: لازم ومتعد.

  فاللازم نحو: (قامَ) وَ (قَعَدَ) وَ (جَلَسَ)؛ لان ذلك حركة الفاعل في وقت فعله، وهي غير واقعة على غيره، وما كان على وزن (فعل) نحو: (كَرم) و (ظرف)، وما كان على وزن (افعال) نحو: (احمار) و (اشهاب)، وكذلك: (افْعَلُ) نحو: (احمر)، و (انْفَعَلَ) نحو (انطلق).

  وكل⁣(⁣٢) فعل لازم فإنَّه يتعلق بخمس منصوبات: أولها: المصدر، نحو: قُمْتُ قياما. الثاني: ظرف المكان، نحو: قُمْتُ خَلْفَكَ. الثَّالث: ظرف الزمان، نحو: قمت اليوم الرابع: الحال، نحو: قُمْتُ مُسْرِعًا وَخَائِفًا [وَفَرِحًا وَمَا أَشْبَهَ ذلك]⁣(⁣٣). الخامس: الغَرَضُ، نحو: قُمْتُ ابْتِغاءَ الخير ومخافةَ الشَّر.

  فأما المتعدي فما كان من (فَعَلَ) و (فَعِلَ) في الثلاثي، وما كان من سائر أجناس الفعل، فإنَّه يكون مؤثراً وغير مؤثر، ومنتقلاً وغير منتقل، وعلاجًا وغير علاج. فالمؤثر نحو: ضَرَبَ زيد عمراً، فهذا مؤثر، وهو علاج، ويجوز أَن ينْتَقِلَ بأن يُضرب عمرو زيداً. وأما⁣(⁣٤) غير المؤثر فنحو: ذَكَرْتُ زيداً وأَبْصَرْتُ عَمْراً، ألا ترى أنه لم يقع بالمفعول به أثر، فأما⁣(⁣٥) غير المنتقل فنحو: دَقَّ القَصَارُ الثَّوْبَ؛ لأنَّه لا يجوز أن يكون الثوب هو الفاعل.

  وكلُّ فعل لازم فإنَّه يجوز أن يُعَدّى بأحد ثلاثة أشياء: بالهمزة، وبتضعيف


(١) (إلا): ساقطة من (ع).

(٢) في (ع): (فكل).

(٣) تكملة من (ع).

(٤) في الأصل: (وما)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) في (ع): (وأما).