باب المفعول به
  العين، وبحرف الجر. فإذا عدَّيْتَهُ بأحدها صارَ مُتعَدِّياً إلى مفعول، وصار في حكم المتعدي بنفسه. فإن كان متعديا بحرف جر كان الجار والمجرور في موضع نصب، نحو قولك: مررتُ بزيد ونظرتُ إلى عمرو. وعند (سيبَوَيْهِ)(١) لا يجوز حذف حرف الجر، فتقول: مررتُ زيداً(٢)، لا في ضرورة ولا [في](٣) غيرها. وعند (أبي الحسن الأخفش) يجوز(٤) ذلك في ضرورة الشعر.
  قال: «والمتعدي بنفسه على ثلاثة أضرب: متعد إلى مفعول واحد، ومُتَعَد إلى مفعولين، ومتعد إلى ثلاثة مفعولين.
  فالمتعدي إلى مفعول واحد نحو /: ضربت زيداً، وكلمت عمراً، والمتعدي إلى مفعولين على ضربين أيضًا: مُتَعَدِّ إِلى مفعولين ولك الاقْتِصارُ على أحدهما. ومتعد إلى مفعولين وليس لك الاقتصار على أحدهما».
  اعلم أن الفعل المتعدي إلى مفعول واحد على ضربين: أحدهما أن يتعدى بنفسه، نحو: ضرب زيد عمراً، فهذا لك أن تنقله بهمزة التعدي فيصير متعديا إلى مفعولين، نحو: أَضرَبْتُ زيداً عمراً. الثاني: أن يكون متعديا بحرف جر ثم يُتَسَعُ فيه، فيُحذف حرف الجر فيصل الفعلُ إليه فيَنْصِبُهُ، وذلك نحو قولك: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ ذَنْبي، ثم تقولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّه ذَنْبي، قال الشاعرُ(٥):
(١) الكتاب: ١/ ١٩٧.
(٢) في الأصل (بزيدا) بإقحام الباء ونصب الاسم، وهو خطأ. والتصويب من (ع).
(٣) زيادة من (ع).
(٤) في الأصل (نحو)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٥) غير معروف.