البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المفعول به

صفحة 194 - الجزء 1

  العين، وبحرف الجر. فإذا عدَّيْتَهُ بأحدها صارَ مُتعَدِّياً إلى مفعول، وصار في حكم المتعدي بنفسه. فإن كان متعديا بحرف جر كان الجار والمجرور في موضع نصب، نحو قولك: مررتُ بزيد ونظرتُ إلى عمرو. وعند (سيبَوَيْهِ)⁣(⁣١) لا يجوز حذف حرف الجر، فتقول: مررتُ زيداً⁣(⁣٢)، لا في ضرورة ولا [في]⁣(⁣٣) غيرها. وعند (أبي الحسن الأخفش) يجوز⁣(⁣٤) ذلك في ضرورة الشعر.

  قال: «والمتعدي بنفسه على ثلاثة أضرب: متعد إلى مفعول واحد، ومُتَعَد إلى مفعولين، ومتعد إلى ثلاثة مفعولين.

  فالمتعدي إلى مفعول واحد نحو /: ضربت زيداً، وكلمت عمراً، والمتعدي إلى مفعولين على ضربين أيضًا: مُتَعَدِّ إِلى مفعولين ولك الاقْتِصارُ على أحدهما. ومتعد إلى مفعولين وليس لك الاقتصار على أحدهما».

  اعلم أن الفعل المتعدي إلى مفعول واحد على ضربين: أحدهما أن يتعدى بنفسه، نحو: ضرب زيد عمراً، فهذا لك أن تنقله بهمزة التعدي فيصير متعديا إلى مفعولين، نحو: أَضرَبْتُ زيداً عمراً. الثاني: أن يكون متعديا بحرف جر ثم يُتَسَعُ فيه، فيُحذف حرف الجر فيصل الفعلُ إليه فيَنْصِبُهُ، وذلك نحو قولك: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ ذَنْبي، ثم تقولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّه ذَنْبي، قال الشاعرُ⁣(⁣٥):


(١) الكتاب: ١/ ١٩٧.

(٢) في الأصل (بزيدا) بإقحام الباء ونصب الاسم، وهو خطأ. والتصويب من (ع).

(٣) زيادة من (ع).

(٤) في الأصل (نحو)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٥) غير معروف.