باب المفعول به
  عمراً عاقلاً، وأَنْبَأ اللهُ بشرًا بَكْرًا كَريماً، وأرى اللَّهُ أخاكَ أَباكَ ذا مال».
  اعلم أنَّ هذه الأفعال منقولةٌ بهمزة التَّعَدّي، فصار الفاعل مفعولاً أَوَّلَ فَتَعَدَى الفعل إلى ثلاثة مفعولين، وذلك قولكَ: أَعْلَمْتُ زيداً عَمْراً عاقلاً، وأرى الله بشرا عَمْراً كَريماً، فأما (أَنْبَأ) و (نَبَّأ) فإنَّهما إِخْبار، والإخبار إعلام، فدخلا في باب العلم.
  وهذه الأفعال المتعدية إلى ثلاثة مفعولين إذا بُنيت لمفعول مَا لَمْ يُسَمَّ فاعله كان المفعولُ الأَوَّلُ قائماً مقام الفاعل، فتصيرُ مُتَعَدِّيَةً(١) إلى مفعولين، نحو قولك: أُعْلِمْتُ زيداً خارجاً / وأُرَيْتُ بشرًا كَريماً، وأُخْبِرْتُ عَمْرًا شُجاعًا، وحُبِّرْتُ زَيْدًا عالماً، وأنبئْتُ مُحَمَّداً مُنْطَلِقا. ولا يتعدى فعل إلى أكثر من ثلاثة مفعولين. ولا يجوز أن يُنقل غير ما اسْتُعْمِلَ منه، لا تقولُ: أَظَنَنْتُ زَيْدًا عَمْرًا مُنْطَلِقًا في قول (أَبي عُثمانَ)(٢)، وعليه أكثر النحويين(٣).
(١) في (ع): (فيصير متعديا).
(٢) المازني.
(٣) انظر التبصرة: ١/ ١٢٠، وابن يعيش: ٧/ ٦٥ - ٦٦، والمساعد: ١/ ٣٨٢ - ٣٨٤، والهمع: ١/ ١٥٩.