باب المفعول به
  مُتَقَدِّمَةٌ في النِّيَّة، وإِنَّما أوقَعَها وَسَطًا توسعا ومجازاً. ومَن أَلغاها اعتقد تأخيرها، وإِنَّما أوقعها وسطًا [تَوَسُّعًا وَ](١) مجازاً. فأما إِذَا تَأَخَّرَتْ فَالاخْتِيارُ إِلْغَاؤُهَا؛ لأنَّ تأخير الشيء يدل على قلة العناية [به](٢) والاكتراث له؛ ولأن الفعل إذا تأخر ضعف عن العمل بدليل قولهم: لِزَيْدٍ ضَرَبْتُ، فَلَمّا تأخَّر الفعل قُوِّيَ بِإِدْخال اللام بمنزلة ما لا يتعدى، وكان أحسن من: ضَرَبْتُ لِزَيد. ومَن أعملها اعتقد بتقديمها(٣) وإنْ تَأخَّرَت، وذلك قليل. ولهذه الأفعال موضع آخر، وهو أنهم يُعلقونها عما بعدها، يقولون: عَلمْتُ لَزَيدٌ منطلق، وكذلك: عَلِمْتُ أَزَيْدٌ خارج أَمْ عَمْرُو، فهذه قدْ عَلَقْتَها عما بعدها. ويكون ما بعدها مايقع في المبتدأ، وإذا(٤) وقع بعدها(٥) فإنه لا بد له من أن يكون فيه ما يدل على تعليق هذه الأفعال عنه كاللام في قولك: لزيد منطلق.
  وهذه(٦) اللام في خبر (إِنَّ)؛ لأنَّ اللام كانت مُرادةٌ قبل (إِنَّ) فلمْ يَجُزِ الجمعُ بينهما؛ لأنهما لمعنى واحد فَأُخْرَتِ اللام لذلك(٧)، نحو قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ١٥٨}(٨).
  قال: «والمتعدي إلى ثلاثة مفعولين، نحو قولك: أَعْلَمَ اللَّهُ زَيْداً
(١) تكملة من (ع).
(٢) تكملة من (ع).
(٣) في (ع): (تقديمها).
(٤) في (ع): (فإذا).
(٥) (بعدها): ساقطة من (ع).
(٦) (هذه): ساقطة من (ع).
(٧) في (ع): (وذلك).
(٨) الصافات: (١٥٨).