البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المفعول به

صفحة 202 - الجزء 1

  مُتَقَدِّمَةٌ في النِّيَّة، وإِنَّما أوقَعَها وَسَطًا توسعا ومجازاً. ومَن أَلغاها اعتقد تأخيرها، وإِنَّما أوقعها وسطًا [تَوَسُّعًا وَ]⁣(⁣١) مجازاً. فأما إِذَا تَأَخَّرَتْ فَالاخْتِيارُ إِلْغَاؤُهَا؛ لأنَّ تأخير الشيء يدل على قلة العناية [به]⁣(⁣٢) والاكتراث له؛ ولأن الفعل إذا تأخر ضعف عن العمل بدليل قولهم: لِزَيْدٍ ضَرَبْتُ، فَلَمّا تأخَّر الفعل قُوِّيَ بِإِدْخال اللام بمنزلة ما لا يتعدى، وكان أحسن من: ضَرَبْتُ لِزَيد. ومَن أعملها اعتقد بتقديمها⁣(⁣٣) وإنْ تَأخَّرَت، وذلك قليل. ولهذه الأفعال موضع آخر، وهو أنهم يُعلقونها عما بعدها، يقولون: عَلمْتُ لَزَيدٌ منطلق، وكذلك: عَلِمْتُ أَزَيْدٌ خارج أَمْ عَمْرُو، فهذه قدْ عَلَقْتَها عما بعدها. ويكون ما بعدها مايقع في المبتدأ، وإذا⁣(⁣٤) وقع بعدها⁣(⁣٥) فإنه لا بد له من أن يكون فيه ما يدل على تعليق هذه الأفعال عنه كاللام في قولك: لزيد منطلق.

  وهذه⁣(⁣٦) اللام في خبر (إِنَّ)؛ لأنَّ اللام كانت مُرادةٌ قبل (إِنَّ) فلمْ يَجُزِ الجمعُ بينهما؛ لأنهما لمعنى واحد فَأُخْرَتِ اللام لذلك⁣(⁣٧)، نحو قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ١٥٨}⁣(⁣٨).

  قال: «والمتعدي إلى ثلاثة مفعولين، نحو قولك: أَعْلَمَ اللَّهُ زَيْداً


(١) تكملة من (ع).

(٢) تكملة من (ع).

(٣) في (ع): (تقديمها).

(٤) في (ع): (فإذا).

(٥) (بعدها): ساقطة من (ع).

(٦) (هذه): ساقطة من (ع).

(٧) في (ع): (وذلك).

(٨) الصافات: (١٥٨).