البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ظرف المكان

صفحة 208 - الجزء 1

باب ظرف المكان

  قال: «المكان: ما اسْتَقرَّ فيه أو تُصُرِّف عليه. وإِنَّما الطَّرْفُ منه ما كان مُبْهَما غيرَ مُخْتَص / مِمّا في الفعل دلالة عليه. والمُبْهَمُ ما لَمْ تَكُنْ لَه أَقْطَار تَحْصُرُهُ ولا نهايات تُحيط به نحو: أمامَكَ) و (وَرَاءَكَ) و (إِزاءَكَ) و (تلْقاءَكَ) و (حذاءَكَ)⁣(⁣١)، تقولُ: جَلَسْتُ عندك، وسِرْتُ أمامَكَ ووَرَاءَكَ، وأنا قريباً منك، وزيد دونَكَ، ومُحَمَّدٌ حِيالَكَ. تَنْصِبُ هذا كُلَّهُ عَلى أَنَّهُ ظَرْفٌ، والعامل فيه ما قبله من الأفعال المظهرة أو المقدَّرة، وكذلك ما أشبهه. وكذلك: سرْتُ فَرْسَخًا، وشَيَّعْتُكَ مِيلاً. ولو قُلْت: سرْتُ البَصْرَةَ، وَجَلَسْتُ الكوفة، لَمْ يجُزْ؛ لأنَّهما مخصوصتان، وليس في الفعل دليل عليهما⁣(⁣٢). فإنْ قُلْتَ: سرت إلى البَصْرَةِ، وجَلَسْتُ في⁣(⁣٣) الكوفة، صحتِ المسألة لأجل دخول (إلى)⁣(⁣٤) فيها».

  اعلم أن ظروف المكان على ضربين: أحدهما: ما كان منهما والآخر


(١) (حذاءك) ليست في (مل) وفيها زيادة: (خلفك، وقدامك، وتجاهك، وقربك، وقريبا منك، وصددك، وصقبك). والأخيرة معناها: قربك.

(٢) في (مل) زيادة: (حتى تأتي بحرف الظرف).

(٣) في الأصل و (ع): (إلى) والتصويب من (مل).

(٤) في (مل): (في)، وكلتاهما صحيحة لأن مراده أن المسألة تصح لدخول حرف الجر.