البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الحال

صفحة 224 - الجزء 1

  كأس رَنَوْنَاةٌ أطنابها الملك⁣(⁣١)، يعني ملكا⁣(⁣٢)، فجعل الملك في معنى الحال، وتقديره في حال ملكته. والله أعلم.

  فأما ما أُضيف فقَولُهُمْ: طَلَبْتَهُ جَهَدَكَ وطاقتكَ، وجَهْدي وطاقتي؛ لأن معناه مُجْتَهِداً فأما الجَمَاءُ الغفير فذكر (الخليلُ)⁣(⁣٣): أَنَّهُمْ أَدْخَلُوا فيه الألف واللام على نية ما لَمْ يُدْخِلوا. وقالَ (سيبَوَيْهِ)⁣(⁣٣): انتصابه كانْتِصاب العراك.

  مسألة: فإن قال قائل: فقد جاءَتِ الحالُ والكلامُ مُفْتَقَر / إليها نحو قولهم: أَخْطَبُ ما يكون الأميرُ قائِمًا⁣(⁣٤)، وأَكْثَرُ شُرْبي السويق مَلْتوت⁣(⁣٥)، وأشباه ذلك. قيل له: إنما افتقرت الجملة إلى الحال؛ لأنَّها سَدَّت مسد الخبر ألا ترى أن (أكْثَرَ): مبتدأ، و (مَلْتونا): سد مسد الخبر، وكذلك (أخْطَبُ): مبتدأ، و (قائما): سد مسد الخبر. والله أعلم.


(١) (الملك): ساقطة من (ع).

(٢) في الأصل (مملكا) وهو تحريف والتصوير من (ع).

(٣) الكتاب: ١/ ١٨٨.

(٤) القول في شرح الرضي على الكافية: ١/ ١٠٧، والهمع: ١/ ١٠٦، والأشموني: ١/ ٢١٨، وحاشية الخضري على ابن عقيل: ١/ ١٣١، والتصريح وحاشية الشيخ خالد عليه: ١٨٠.

(٥) القول في شرح الرضي على الكافية: ١/ ١٠٦، والهمع: ١/ ١٠٦، والتصريح: ١/ ١٨٠، ١٨١، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٣٥٨ وفيها (كُلُّ شربي ...).

السويق: ضرب من الطعام تصنعه العرب من الحنطة أو الشعير مع السمن والسويق الملتوت: المبلول بالماء.