باب الحال
  كأس رَنَوْنَاةٌ أطنابها الملك(١)، يعني ملكا(٢)، فجعل الملك في معنى الحال، وتقديره في حال ملكته. والله أعلم.
  فأما ما أُضيف فقَولُهُمْ: طَلَبْتَهُ جَهَدَكَ وطاقتكَ، وجَهْدي وطاقتي؛ لأن معناه مُجْتَهِداً فأما الجَمَاءُ الغفير فذكر (الخليلُ)(٣): أَنَّهُمْ أَدْخَلُوا فيه الألف واللام على نية ما لَمْ يُدْخِلوا. وقالَ (سيبَوَيْهِ)(٣): انتصابه كانْتِصاب العراك.
  مسألة: فإن قال قائل: فقد جاءَتِ الحالُ والكلامُ مُفْتَقَر / إليها نحو قولهم: أَخْطَبُ ما يكون الأميرُ قائِمًا(٤)، وأَكْثَرُ شُرْبي السويق مَلْتوت(٥)، وأشباه ذلك. قيل له: إنما افتقرت الجملة إلى الحال؛ لأنَّها سَدَّت مسد الخبر ألا ترى أن (أكْثَرَ): مبتدأ، و (مَلْتونا): سد مسد الخبر، وكذلك (أخْطَبُ): مبتدأ، و (قائما): سد مسد الخبر. والله أعلم.
(١) (الملك): ساقطة من (ع).
(٢) في الأصل (مملكا) وهو تحريف والتصوير من (ع).
(٣) الكتاب: ١/ ١٨٨.
(٤) القول في شرح الرضي على الكافية: ١/ ١٠٧، والهمع: ١/ ١٠٦، والأشموني: ١/ ٢١٨، وحاشية الخضري على ابن عقيل: ١/ ١٣١، والتصريح وحاشية الشيخ خالد عليه: ١٨٠.
(٥) القول في شرح الرضي على الكافية: ١/ ١٠٦، والهمع: ١/ ١٠٦، والتصريح: ١/ ١٨٠، ١٨١، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٣٥٨ وفيها (كُلُّ شربي ...).
السويق: ضرب من الطعام تصنعه العرب من الحنطة أو الشعير مع السمن والسويق الملتوت: المبلول بالماء.