البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الحال

صفحة 223 - الجزء 1

  جَهْدَهُ⁣(⁣١)، وأشباه ذلك.

  قيل له⁣(⁣٢): أما (العِراكُ) فَإِنَّهُ مصدر: عارَكَ يُعارِكُ مُعارَكَةً وعِراكًا إِذا زاحَمَ، فجعل (العراك) في موضع الحال، وهو معرفةٌ، وذلك شاد، وإنما جاز لكونه مصدراً. والعرب وضعت المصادر المعارف موضع الحال، فمنها ما هو معرفة بالألف واللام، ومنها ما هو مُضاف إلى المعارف. فما كان مُعَرَّفا بالألف واللام فنحو (العراك) قال (أَوْس):

  ٦٥ - فَأَوْرَدَها التَّقْرِيبَ وَالشَّدُ مَنْهَلا ... ... ... ... ... ...

  أرادَ: فَأَوْرَدَها تَقْرِيباً وشَداً في معنى مُقَرِّبا وشادا. ومثل ذلك⁣(⁣٣):

  ٦٦ - مَدَّتْ عَلَيْهِ المُلْكَ أَطْنَابَها ... كَأْس رَنَونَاةٌ وَطَرْفٌ طمر

  ومعنى البيت أنَّه وصف مَلِكًا دائمَ الشِّرْبِ فقال: مدت عليه - يعنى على الملكِ -


(١) القول في سيبويه: (طلبته جهدك) ١/ ١٨٧، وفي المقتضب: (فعل ذلك جهده وطاقته) ٣/ ٢٣٧، وفي شرح الكافية للرضي: ١/ ٢٠١ (فعله جهدك وطاقتك)، وانظر المخصص: ٤/ ٢٢٧، والإنصاف: ٢/ ٨٢٣.

(٢) (له): ليست في (ع).

٦٥ - صدر بيت من الطويل، عجزه: (قطاةٌ مُعيد كرة الوِردِ عاطف). وهو في ديوانه: ٦٩، والمخصص: ١٤/ ٢٢٧.

التقريب: من القرب: وهو طلب الماء ليلاً، الشدّ: العدو المنهل: الموضع الذي فيه المشرب.

(٣) هو ابن أحمر كما ذكر ابن الأنباري، وصاحب اللسان (رنا).

٦٦ - البيت من السريع. وهو في المذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣١٩، والرواية فيه (بَنَتْ عَلَيْهِ الملك ...) والمخصص: ١٧/ ١٦، واللسان: (رنا)، (ملك). الأطناب: الطوال من حبال الأخبية. كأس رنوناة: دائمة على الشرب. الطرف: الكريم العتيق من الخيل الطمر: الفرس الجواد، وقيل: المُشَمرُ الخَلْقُ، وقيل: هو المستفز للوثب والعدو / اللسان (طمر) /.