باب التمييز
  والعامل في التمييز على ضربين: أحدهما: فعل. والآخر: معنى الفعل. فإذا كان العامل فيه فعلاً فإن (المازني) و (أبا العباس)(١) يُجيزان تقديم المفعول(٢) على الفعل(٣)، وكان (سيبَوَيْهِ) لا يرى ذلك(٤). وهو قول الكوفيين(٥). وأنشد من أجاز تقديم المنصوب(٦):
  ٦٧ - أَتَهْجُرُ لَيْلى(٧) لِلْفِراقِ حَبيبَها ... وَمَا كَانَ نَفْسًا بِالفِراقِ تَطيب
  فقدمَ (نَفْسًا) وهو تمييز، وعلى هذا: شَحْمًا تَفَقَّأَ زَيْدٌ، وَنَفْسًا طَابَ زِيْدٌ(٨)، وأشباه ذلك. وهذا الباب المنصوب فيه هو المرفوع في المعنى / فالذي عَمِلَ فيه
(١) المقتضب ٣/ ٣٦ - ٣٧.
(٢) كذا في الأصل و (ع)، والمراد بذلك التمييز، ولعله سماه مفعولاً توسعاً؛ لأن التمييز من باب المشبه بالمفعول. أو لعله ساير بذلك عبارة سيبويه انظر الكتاب: ١/ ١٠٥.
(٣) في الأصل: (الفاعل)، وهو وهم، والتصويب من (ع).
(٤) الكتاب ١/ ١٠٥، والتبصرة: ١/ ٣١٨ - ٣٢٠، والخصائص: ٢/ ٣٨٤، وانظر ما نقله الدكتور عبد الخالق عضيمة في حاشية المقتضب: ٣/ ٣٦ - ٣٧ من كتاب الانتصار لابن ولاد.
(٥) انظر التبيين المسألة رقم (٦٥) ص ٣٣٦، والإنصاف المسالة رقم (١٢٠) ٢/ ٨٢٨، والمساعد: ٢/ ٦٦ - ٦٧، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٧٧٥ - ٧٧٦.
(٦) البيت للمخبل السعدي، وقيل لغيره، انظر المقاصد النحوية.
٦٧ - البيت من الطويل. وهو من شواهد المبرد في المقتضب: ٣/ ٣٧، وانظر الجمل: ٢٤٦، والأصول: ١/ ٢٧١، والإيضاح: ١/ ٢٠٣، والخصائص: ٢/ ٣٨٤، والتبصرة: ١/ ٣١٩، والمرتجل: ١٥٩، وابن يعيش: ٢/ ٧٤، والإنصاف: ٢/ ٨٢٨، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٧٧٨، والمقاصد: ٣/ ٢٣٥. واللسان: (حبب). وصدره: في ابن يعيش: ٢/ ٧٣. وعجزه: في الهمع: ١/ ٢٥٢. ويروى: (وما كان نفسي بالفراق تطيب) انظر الخصائص: ٢/ ٣٨٤ وعلى هذه الرواية يفوت موضع الاستشهاد.
(٧) في (ع): (سلمى)، وهي موافقة لرواية الأصول والإيضاح والمرتجل.
(٨) في الأصل: (زيداً) بالنصب، وهو خطأ، والتصويب من (ع).