باب التمييز
  (أبو العباس المبرد)(١): ولهذا لا تقولُ: عِشرون من درهم(٢)، ولا ثلاثون من رجُل، ولا: هو أَفْرَهُ منك من عبد، لما كان لا يحسن فيه الحال لم يقع فيه إشكال، فلم يَحْتَج إلى تقدير (مِنْ). وعند غيره(٣): أَنَّهُ يَرُدُّهُ إِلى الجمع بالألف واللام، فيكون التقدير(٤): عشرون من الدراهم، ومن الرجال، فلا يتغير معنى (من). [والتمييز لا] يخلو من أن يكون الفاصل بينه وبين المميز(٥) أحد خمسة أشياء: [أحدها: الفاعل]، نحو قولك: طبتُ بِهِ نَفْسًا، وَقَرَرْتُ به عَيْنًا. والثاني: النون، نحو عشرين، وثلاثين، وأشباه ذلك. الثَّالث: التنوين في اللُّفْظِ، نحو [قولك: هذا](٦) راقود خلا، ومائة درهما، وأشباه ذلك. الرابع: التنوين في التقدير، نحو: خمسة عشَرَ رَجُلاً(٧)؛ لأنَّ التَّقدير: خمسَةٌ وعَشْرَةٌ. الخامس: الإضافة، وذلك أن الإضافة فصلت بين المميز والمميز، ولولاها لكان مجروراً بالإضافة، فلما أضفت إلى غير المميز(٨) خرج المميز منصوبا. وعلى هذا فقس.
(١) المقتضب: ٣٣/ ٣ - ٣٤ ..
(٢) في (ع): (دراهم) وهو تحريف.
(٣) انظر الكتاب ١/ ١٠٤، ١٠٥.
(٤) في (ع): (تقديره).
(٥) (المميز) ضبطت في الأصل بياء مشددة مكسورة، وهو وهم، ولم تضبط الياء في (ع).
(٦) تكملة من (ع).
(٧) في (ع): (درهما).
(٨) في الأصل و (ع) ضبط (المُميَّز) بفتح الياء المشددة وهو خطأ، والصحيح كسر الياء. وعبارة الشارح قلقة، ولو قال (... أضفت المُميَّز إِلى غَيْرِ المُميز ...) لكان أوضح.