البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التمييز

صفحة 230 - الجزء 1

  (أبو العباس المبرد)⁣(⁣١): ولهذا لا تقولُ: عِشرون من درهم⁣(⁣٢)، ولا ثلاثون من رجُل، ولا: هو أَفْرَهُ منك من عبد، لما كان لا يحسن فيه الحال لم يقع فيه إشكال، فلم يَحْتَج إلى تقدير (مِنْ). وعند غيره⁣(⁣٣): أَنَّهُ يَرُدُّهُ إِلى الجمع بالألف واللام، فيكون التقدير⁣(⁣٤): عشرون من الدراهم، ومن الرجال، فلا يتغير معنى (من). [والتمييز لا] يخلو من أن يكون الفاصل بينه وبين المميز⁣(⁣٥) أحد خمسة أشياء: [أحدها: الفاعل]، نحو قولك: طبتُ بِهِ نَفْسًا، وَقَرَرْتُ به عَيْنًا. والثاني: النون، نحو عشرين، وثلاثين، وأشباه ذلك. الثَّالث: التنوين في اللُّفْظِ، نحو [قولك: هذا]⁣(⁣٦) راقود خلا، ومائة درهما، وأشباه ذلك. الرابع: التنوين في التقدير، نحو: خمسة عشَرَ رَجُلاً⁣(⁣٧)؛ لأنَّ التَّقدير: خمسَةٌ وعَشْرَةٌ. الخامس: الإضافة، وذلك أن الإضافة فصلت بين المميز والمميز، ولولاها لكان مجروراً بالإضافة، فلما أضفت إلى غير المميز⁣(⁣٨) خرج المميز منصوبا. وعلى هذا فقس.


(١) المقتضب: ٣٣/ ٣ - ٣٤ ..

(٢) في (ع): (دراهم) وهو تحريف.

(٣) انظر الكتاب ١/ ١٠٤، ١٠٥.

(٤) في (ع): (تقديره).

(٥) (المميز) ضبطت في الأصل بياء مشددة مكسورة، وهو وهم، ولم تضبط الياء في (ع).

(٦) تكملة من (ع).

(٧) في (ع): (درهما).

(٨) في الأصل و (ع) ضبط (المُميَّز) بفتح الياء المشددة وهو خطأ، والصحيح كسر الياء. وعبارة الشارح قلقة، ولو قال (... أضفت المُميَّز إِلى غَيْرِ المُميز ...) لكان أوضح.