البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

[باب] معرفة الأسماء المجرورة

صفحة 243 - الجزء 1

  وقد مضى أنَّ حروف الجر موضوعة لاتصال جملة بجملة، أو فعل باسم، أو اسم باسم آخر، فلا يكون حرف الجر أبداً إلا مُتَعَلَّقًا بما قبلَهُ، إِمّا ظاهراً وإِما مضمراً، ولا⁣(⁣١) يتعلق إلا بفعل أو باسم مشتق من فعل كقولنا: باسم الله، تقديره: ابتدأتُ بِاسْمِ اللهِ، وأشباه ذلك. وقد مضى أيضًا أنَّ كلَّ فعل لا يتعدى فلك أنْ تُعَدِّيَهُ بأحد ثلاثة أشياءَ: الهمزة وتضعيف العين، وحرف من حروف الجر. فالهمزة وتضعيف العين يصيران كأنَّهما من نفس الفعل؛ لأنَّكَ إِذا قلت: أَقْعَدْتُ زيداً، وخرجتُ عَمْراً، فإنَّما نقلت بهما الفعل من اللزوم إلى التعدي، فمنزلة حرف الجر منزلتُهُما فيُقَدِّرُ تقدير جزء من الفعل، وإن كان عمله لا يتغَيَّرُ عن الجر. ويكون موضع الجار مع المجرور نصباً بأَنَّهُ مفعول به من حيث كان فضلةً على الفعل والفاعل، وإن جاز أن يقع بعد مفعول أول وثان وثالث وغير ذلك.

  وقد تُزاد⁣(⁣٢) حروف الجر مع المفعول الصحيح من ذلك قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ١٤}⁣(⁣٣)، وقول الشاعرِ⁣(⁣٤):

  ٧٧ - ... ... ... ... ... لا يقرآن بالسُّورِ

  إِنَّمَا هُوَ يَقْرَآنِ السُّورَ، فَزادَ البَاءَ.


(١) في (ع): (أولا)، وهو تحريف.

(٢) في (ع): (يزاد حرف).

(٣) العلق: (١٤).

(٤) الراعي أو القتال الكلابي انظر الخزانة.

٧٧ - جزء من عجز بيت من البسيط، وتمام البيت:

(هُنَّ الحَرَائِرُ لَا رَباتُ أَخْمِرَةٍ ... سود المحاجر ....) وهو في ديوان الراعي: ١٢٢، وديوان القتال: ٥٣، وانظر مجالس ثعلب: ١/ ٣٠١، والمخصص: ١٤/ ٧٠، ومعجم البلدان: (الحرة)، (الرجلاء)، (فحلين)، واللسان: (سور)، والخزانة: ٣/ ٦٦٧، ٦٦٨. وصدره في المغني: ١١٥، ٧٥١. وعجزه في المرتجل: ٢٣٠، والمغني: ٢٧.