باب حروف الجر
  وقد تكون (عن) اسما، وذلك إذا دخل عليها (من)، نحو قولك: مِنْ عَنْ كذا وكذا. قال الشاعر(١):
  ٧٨ - فَقُلْتُ لِلرَّكْبِ لَمّا أَنْ عَلَا ... بِهِمُ مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيا(٢) نَظْرَةٌ قَبْلُ
  وقال آخر(٣) (٤):
  ٧٩ - فَقُلْتُ اجْعَلي ضوءَ الفَراقِدِ كُلّها ... يَمينًا وَمَهْوَى النَّجْمِ مِنْ عَنْ شِمَالِكِ
  وأما (على) فيكون حرفًا واسماً وفعلاً، لا على أن يكون الحرفُ اسما ولا(٥) الاسم فعلاً، ولكن يتَّفِقُ اللفظ وإن اختلف المعنى. فإذا قلنا: على زيد ثوب، فهذه حرف؛ لأن معناها الاستعلاء، وتقولُ: زيد على الفرس؛ أي: قد استغلى عليه، وعمرو على المصالح؛ أي: قد صار عاليًا عليها. فَإِذا قُلْتَ عَلَا زِيدًا ثَوْبٌ، من قولك يعلو علوا، فهذه فعل.
(١) هو القطامي.
٧٨ - البيت من البسيط. انظر ديوانه: ٢٨، وجمهرة أشعار العرب للقرشي: ١٥٢، والجمل: ٧٣، وابن يعيش: ٨/ ٤١، والمقرب: ١/ ١٩٥، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٨١٠، والمقاصد: ٣/ ٢٩٧، وعجزه في اللسان: (حبا)، و (عنن).
والحبيا: اسم موضع.
(٢) في الأصل: (القبيا) وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٣) في (ع): (الآخر).
(٤) هو ذو الرمة.
٧٩ - البيت من الطويل. وهو في ديوانه: ٥١٥، والرواية فيه:
(وقلت اجعلي ... ومهوى النسر ..) والنسران: كوكبان. وانظر الأصول: ١/ ٥٣٢، والتبصرة: ١/ ٢٨٣، وشروح سقط الزند: ٢/ ٤٣٩، وابن يعيش: ٥٣٩. والخطاب في البيت لناقته.
(٥) (لا) ليست في (ع).