البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب حروف الجر

صفحة 248 - الجزء 1

  وقد تكون (عن) اسما، وذلك إذا دخل عليها (من)، نحو قولك: مِنْ عَنْ كذا وكذا. قال الشاعر⁣(⁣١):

  ٧٨ - فَقُلْتُ لِلرَّكْبِ لَمّا أَنْ عَلَا ... بِهِمُ مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيا⁣(⁣٢) نَظْرَةٌ قَبْلُ

  وقال آخر⁣(⁣٣) (⁣٤):

  ٧٩ - فَقُلْتُ اجْعَلي ضوءَ الفَراقِدِ كُلّها ... يَمينًا وَمَهْوَى النَّجْمِ مِنْ عَنْ شِمَالِكِ

  وأما (على) فيكون حرفًا واسماً وفعلاً، لا على أن يكون الحرفُ اسما ولا⁣(⁣٥) الاسم فعلاً، ولكن يتَّفِقُ اللفظ وإن اختلف المعنى. فإذا قلنا: على زيد ثوب، فهذه حرف؛ لأن معناها الاستعلاء، وتقولُ: زيد على الفرس؛ أي: قد استغلى عليه، وعمرو على المصالح؛ أي: قد صار عاليًا عليها. فَإِذا قُلْتَ عَلَا زِيدًا ثَوْبٌ، من قولك يعلو علوا، فهذه فعل.


(١) هو القطامي.

٧٨ - البيت من البسيط. انظر ديوانه: ٢٨، وجمهرة أشعار العرب للقرشي: ١٥٢، والجمل: ٧٣، وابن يعيش: ٨/ ٤١، والمقرب: ١/ ١٩٥، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٨١٠، والمقاصد: ٣/ ٢٩٧، وعجزه في اللسان: (حبا)، و (عنن).

والحبيا: اسم موضع.

(٢) في الأصل: (القبيا) وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٣) في (ع): (الآخر).

(٤) هو ذو الرمة.

٧٩ - البيت من الطويل. وهو في ديوانه: ٥١٥، والرواية فيه:

(وقلت اجعلي ... ومهوى النسر ..) والنسران: كوكبان. وانظر الأصول: ١/ ٥٣٢، والتبصرة: ١/ ٢٨٣، وشروح سقط الزند: ٢/ ٤٣٩، وابن يعيش: ٥٣٩. والخطاب في البيت لناقته.

(٥) (لا) ليست في (ع).