باب / حتى
  على فعل، فلو أظهرت (أنْ) لكانَ مصدراً ظاهراً، فَلِهذا لَمْ يُظهروا (أنْ).
  ويُقدروا(١) تارةً بمعنى (كَي)، وتارةً بمعنى (إلى أَنْ). فإذا(٢) كان ما قبلها سببا لما بعدها كانت بمعنى (كَيْ) كقولك: أطع اللَّهَ كَيْ يُدْخِلَكَ الجَنَّةَ؛ لأنَّ الطاعة / سبب لدخول الجنَّةِ. وَ [قَدْ] يَرْتَفِعُ الفعلُ بعد (حَتَّى) على حكاية الحال وعليه قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}(٣) برفع (يقولُ) في قراءة (نافع)(٤). وَ (حَتَّى) في رفع الفعل بمنزلة الواو والفاء و (إذا) وَ (إِنَّما) وسائر حروف الابتداء التي يرتفع الفعلُ بعدها، وحقيقة معناها أن يكون ما قبلها متصلاً بما بعدها، فإذا قلت: سرتُ حَتى أَدْخُلُها فالسَّيْرُ مُتصل بالدخول، وقد يجوز أن يكون قد مضى، وأنت تحكي الحال على ما مضى ذكره. والله أعلم.
(١) في الأصل: (وتقدير)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٢) في (ع): (وإذا).
(٣) البقرة: (٢١٤).
(٤) انفرد نافع بهذه القراءة من بين العشرة، وظل الكسائي - فيما نقله ابن مجاهد - يقرأها دهراً رفعا ثُمَّ رجع إلى النصب، انطر السبعة: ١٨١ وما بعدها، ومعاني القرآن للفراء: ١/ ١٣٢ وما بعدها، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٥٥ وما بعدها، والنشر: ٢/ ٢٢٧.