البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب / حتى

صفحة 265 - الجزء 1

  على فعل، فلو أظهرت (أنْ) لكانَ مصدراً ظاهراً، فَلِهذا لَمْ يُظهروا (أنْ).

  ويُقدروا⁣(⁣١) تارةً بمعنى (كَي)، وتارةً بمعنى (إلى أَنْ). فإذا⁣(⁣٢) كان ما قبلها سببا لما بعدها كانت بمعنى (كَيْ) كقولك: أطع اللَّهَ كَيْ يُدْخِلَكَ الجَنَّةَ؛ لأنَّ الطاعة / سبب لدخول الجنَّةِ. وَ [قَدْ] يَرْتَفِعُ الفعلُ بعد (حَتَّى) على حكاية الحال وعليه قوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ}⁣(⁣٣) برفع (يقولُ) في قراءة (نافع)⁣(⁣٤). وَ (حَتَّى) في رفع الفعل بمنزلة الواو والفاء و (إذا) وَ (إِنَّما) وسائر حروف الابتداء التي يرتفع الفعلُ بعدها، وحقيقة معناها أن يكون ما قبلها متصلاً بما بعدها، فإذا قلت: سرتُ حَتى أَدْخُلُها فالسَّيْرُ مُتصل بالدخول، وقد يجوز أن يكون قد مضى، وأنت تحكي الحال على ما مضى ذكره. والله أعلم.


(١) في الأصل: (وتقدير)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٢) في (ع): (وإذا).

(٣) البقرة: (٢١٤).

(٤) انفرد نافع بهذه القراءة من بين العشرة، وظل الكسائي - فيما نقله ابن مجاهد - يقرأها دهراً رفعا ثُمَّ رجع إلى النصب، انطر السبعة: ١٨١ وما بعدها، ومعاني القرآن للفراء: ١/ ١٣٢ وما بعدها، وإعراب القرآن للنحاس: ١/ ٢٥٥ وما بعدها، والنشر: ٢/ ٢٢٧.