باب معرفة ما يتبع الاسم في إعرابه
  وإعراب الصفة كإعراب الموصوف في الرفع والنصب والجر، وإنما كان كذلك لأن الصفة جزء من الموصوف، ألا ترى أنَّكَ إذا قلت: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ظَرِيف فالنَّعْتُ والمنعُوتُ كَشَيءٍ واحد صار(١) جُزْءاً من الرِّجالِ الظُّرفاء، كما أنَّ الرَّجُلَ جُزْء من الرجال، وكلما ازداد الوصف زادَ الاختصاص، ألا ترى أنَّكَ إِذا قُلتَ: مَرَرْتُ بِرَجُل ظريف، تخصص بالظُّرْفِ من بين الرِّجالِ، فإذا قلت: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ظريف بَزَارٍ، صار ظريفا بزارا، وذلك أقل من الظرف، فإذا قلت: مَرَرْتُ بِرَجُل ظريف بَزار أزرق، صار ذلكَ أَخَص.
  والنكرة توصف بخمسة أشياء:
  بما هو حلية للموصوف أو لشيء من سببه كقولك: مَرَرْتُ بِرَجُل أَزْرَق وأبيض وأسود، وبامرأة سوداء وزرقاء وبيضاء، ومَرَرْتُ بِرَجُل طويل أبوه، وقصير أخوه وأشباه ذلك.
  الثاني: ما كان فعلاً للموصوف أو لشيء من سببه، نحو: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ذاهب وقائم وقاعد؛ لأنَّ هذه الأشياءَ فِعْلُ الرَّجُلِ، فَلَمَا فَعَلَهَا اسْتَحَقَّ أَنْ يُوصَفَ بها، وقد يجري. ذلك على سببه، فتقولُ: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ ذاهب أبوه، وقائم أخوه، وأشباه ذلك.
  الثالث: الوصف بما كان غير علاج ولا حلية، نحو: مَرَرْتُ بِرَجُل عالم، ورجل ظريف وكريم، وكذلك تقولُ: مَرَرْتُ بِرَجُل ظريف أخوه، وكريم أبوه(٢)، وعالم ابنه، وما أشبه ذلك.
  الرابع: الوصف بالنَّسَبِ، نحو: مررت برجل كوفي، وبَصْري، وعَلَوي،
(١) في (ع): (صارا) بصيغة المثنى، وهو وهم.
(٢) (كريم أبوه): ليست في (ع).