البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الوصف

صفحة 277 - الجزء 1

  ولأنَّهُنَّ⁣(⁣١) لا يُخَصِّصَنَ شَيْئًا بعينه».

  اعلم أنه قد مضى في باب الإضافة غير المحضة ذكر هذه الأسماء، وأنَّ التنوين مقدر فيها، وإنما حذف تَخْفيفًا، فإذا قُلتَ: مَرَرْتُ برجل مثلك، فالتقدير مُماثل لَكَ، وَشَبَهكَ: مُشابه⁣(⁣٢) لَكَ، وعلى هذا تُجري جميع الألفاظ، ولولا ذلك لما جاز أن تصف بها النكرات؛ لأنَّ المعارف لا تكون أوصافًا للنكرات. وكذلك إذا قال: مثلك، فمثلك كبير في عقل وفضل وحُسن وقبح، فلم يَتَخَصَّص بالإضافة لهذه العلة أيضًا. و (غَيْرُكَ) جاريةٌ مجرى (مثلك) ولها موضع تكون فيه معرفة، وهو إذا كان ما بعدها مُخالِفًا لما قبلها نحو قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ٧}⁣(⁣٣)؛ لأنَّ المُنْعَمَ عَلَيْهِمْ غَيْرُ المغضوب عليهم.

  وتقول: مررتُ بالرَّجُل الصالح⁣(⁣٤) غير المُفسد، فتكون (غَيْرُ) وصفا للمعرفة فتَتَعَرَّفُ على ذلك بالمُخالفة.


(١) في (ع) و (مل): (وَأَنَّهُنَّ) بغير اللام.

(٢) في (ع): (مشابهه) وهو تحريف.

(٣) الفاتحة: (٧). وفي (ع) اقتصر بالشاهد على قوله تعالى (..... عليهم).

(٤) في (ع): (المصلح).