باب الوصف
  تكون وصفًا للمعرفة.
  قال: «وتقول فيما تصفه بشيء من سببه: هذا رَجُلٌ عاقِل أَخْوهُ، ومرَرْتُ بزيد الكريم أبوه.
  ولو قلت: مَرَرْتُ بزيد ظريف على الوصف لم يجز؛ لأنَّ المعرفة لا توصف بالنكرة».
  اعلم أنك إذا أجريت الصفَةَ على الموصوف لشيء من سببه كانت الصفةُ موحدة، سواءٌ وَحدت الفاعل أو ثنيته أو جَمَعْتَه، تقولُ: مَرَرْتُ برجل قائم أبوه(١)، ومررت برجل قائم أبواه، ومررت برجل قائم أصحابه؛ وذلك لان الفعل إذا تقدم على فاعله وحد على ما مضى، ويُلْحَقُ علامة التأنيث، فتقول(٢): مَرَرْتُ بِرَجُلٍ قائِمَة أُمُّهُ، كما تقولُ: قامَتْ أُمُّهُ، وتكون الصفة جاريةً على ما تقدم في إعرابه في الرفع، والنَّصْبِ، والجَرِّ، فتقول: هذا رجُلٌ قَائِمٌ أَبوهُ، ورَأَيْتُ رَجُلاً قائماً أبوه، ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ قائم أبوه(٣). قال: «وتقول هذا رَجُلٌ مِثْلُكَ، ونظَرْتُ إِلَى رَجُلٍ شَبَهِكَ وَشَرْعِكَ مِنْ رجل، وهذا رَجُلٌ ضارب زيد وشاتِم بَكر، فتجري هذه الألفاظ أوصافًا على النكراتِ، وَإِنْ كُنَّ مُضافات إلى المعارف، لتقديرك فيهنَّ الانفصال؛
(١) في (ع): (أخواه).
(٢) في (ع): (تقول) بغير الفاء.
(٣) في (ع): (أبواه) بصيغة المثنى في الأمثلة الثلاثة.