البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب البدل

صفحة 289 - الجزء 1

  العامل في التابع كونُهُ وصفًا، أو توكيدا، أو بَدَلاً لِمَرفوع، أو منصوب، أو مجرورٍ فيكون العامل معنوياً لا لفظيًا. وعنده أنَّ البَدَلَ والمبدل جُمْلَتانِ؛ لأنَّ العامل في هذه الجملة غير العامل في هذه الجملة واستدل بقوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ}⁣(⁣١) (⁣٢) قالَ: فَظُهور اللام مع (من) وهي بدل من الذين يدل على أنها من جملة أُخرى. وعند أصحاب (سيبَوَيْهِ) أنَّ ظهور العامل على طريق التوكيد؛ لأنَّ العامل قد يتكرر في الشَّيْء الواحد مرتين توكيداً، فإذا كان كذلك لم يكن ظهور اللام دلالة على أنَّها جملة أخرى.

  قال: «ويجوز أن تبدل المعرفة من المعرفة، والنكرة من النكرة، والمعرفة من النكرة، والنكرة من المعرفة. والمظهر من المظهر، والمضمر من المضمر، والمظهر من المضمر، والمضمر من المظهر. فبدلُ المعرفة من المعرفة: قام أخوك زيد. وبدل النكرة من النَّكَرَةِ: مَرَرْتُ بِرَجُل غُلام. وبدل⁣(⁣٣) المعرفة من النكرة: مررت برجل زيد. وبدل⁣(⁣٣) النكرة من المعرفة: ضربت زيداً رَجُلاً صالحًا. والمظهر من المظهر⁣(⁣٤): مَرَرْتُ بِمُحَمَّد أخيك. والمظهر من المضمر، نحو قولك: مررتُ بِهِ أَبي مُحَمَّد، قال⁣(⁣٥):


(١) الأعراف: (٧٥).

(٢) لم يتكلم الأخفش في هذه الآية في كتاب معاني القرآن المطبوع.

(٣) (بدل): ليست في (مل).

(٤) في (ع) (المضمر)، وهو وهم من الناسخ.

(٥) هو الفرزدق.