باب البدل
  ٩٥ - عَلى حَالَةٍ لَوْ أَنَّ فِي القَوْمِ حَاتِمًا ... عَلَى جَودِهِ لَضَنَّ بِالمَاءِ حَاتِم
  جَرَّ (حاتما)؛ لأنَّه بَدَل من الهاء في (جوده). والمضمر من المظهر، نحو: رأيتُ زيداً إِيَّاهُ(١). والمضمر من المضمر، نحو قولك: رَأَيْتُهُ إِيَّاهُ».
  اعلم أنَّهُ إِنَّما جاز جميع ما ذكر؛ لأنَّ البدل هو أنْ تَذكُرَ الأَوَّلَ ثُمَّ بعد ذلكَ أَرَدْتَ أَنْ تُبَيِّنَ أَنَّ الثاني هو المقصود دونَ الأوّل، تقولُ: مَرَرْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ زيد، وأصل الكلام: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ. فأما إبْدالُ المعرفة من المعرفة، والنكرة من النكرة فظاهر، كما أنَّهُ(٢) يجوز وصف المعرفة بالمعرفة، والنَّكَرَةِ بالنَّكَرَةِ. وأما إبْدالُ المعرفة من النكرة، والنكرة من المعرفة فجاز في البدل /، ولم يجز في الوصف والتوكيد؛ فلهذا كان البَدَلُ أَعَمَّ منهما(٣)، وقد وَرَدَ القُرآنُ بذلك، منه قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٥٢ صِرَاطِ اللَّهِ}(٤) فهذا بَدَلُ المعرفة من
٩٥ - البيت من الطويل وهو في ديوانه: ٢/ ٢٩٧ والرواية فيه:
على ساعة لو كان في القوم حاتم ... على جوده ضَنَّتْ به نَفْسُ حاتم
وعلى هذه الرواية يفوت موضع الاستشهاد.
وانظر الكامل: ١/ ٢٣٤، والجمهرة: ٣/ ٣٤٧، والعمدة: ١/ ١٧٤، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري: ٣٠٧، والمخصص: ١٧/ ١٤، وانظر تعليق الشنقيطي على هامشه وابن يعيش: ٣/ ٦٩، والمساعد: ٢/ ٤٣٣.
(١) في الأصل: (أباه)، والتصويب من (مل). (والمضمر من المظهر نحو رأيتُ زيداً إياه): ساقط من (ع).
(٢) (أنه): ليست في (ع).
(٣) في (ع): (منها)، وهو تحريف.
(٤) الشورى: (٥٢) و (٥٣) وفي (ع) رُسمت) (سراط) بالسين والثانية (صراط) بالصاد وابن كثير قرأ (السراط) بالسين في كل القرآن. السبعة ١٠٥.