البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب عطف البيان

صفحة 294 - الجزء 1

باب عَطْفِ البَيَانِ

  قال: «ومعنى عَطف البيان أن تُقيم الأسماء الصريحة غير المأخوذة من الفعل مقام الأوصاف المأخوذة من الفعل، تقولُ: قام أخوك مُحَمَّدٌ، كما تقول⁣(⁣١): قام أخوك الظريف وكذلك: رأيتُ أَخَاكَ مُحمدًا، ومَرَرْتُ بأخيك محمد».

  اعلم أنَّ عطف البيانِ يَجْرِي مَجْرى الوَصْفِ والتَّأكيد في الإِعْرابِ. ولما كان اسما جامداً غير مُشتق من فعل ولا هو تحلية ولا نوع من أنواع الصفاتِ سموه بيانًا؛ لأنَّهم جاؤوا به للبيان. وإِنَّما يأتي بعد اسم مُشْتَرَك يَحْتَمِلُ / أشياء فيَخُصُّ واحداً منها، تقولُ: مَرَرْتُ بأخيك زيد، فقد خصصت زيداً من بين الإخوة، كما أَنَّكَ إِذا قلت: مررت بأخيك الكاتب أجريت الوصف على هذا الأخ دون غيره وعلى هذا يأتي جميعه.

  والفرق بين عطف البيان وبين البدل أن عطف البيان يكون تابعا للأول كالنعت والبدل تقديره أن يوضع موضع الأول، تقول: في النداء يا أخانا⁣(⁣٢) زيداً، فتنصب زيداً إِذا أَردتَ عَطف البيان فإذا أردت البَدَلَ ضَمَمْتَهُ، والله أعلم.


(١) في (ع) و (مل): (كقولك).

(٢) في الأصل: (ياحانا)، وفي (ع): (يا خايا، وكلاهما تحريف.