البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب البدل

صفحة 293 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}⁣(⁣١) فالمُسْتَطيع بعض النّاسِ، وهو الذي أَوْجَبَ اللهُ تعالى الحج عليهِ والتَّقدير - والله أعلم - من استطاع منهم إليه سبيلاً، فحذف (مِنْهُمْ) للعلم به. وقد أظهر مثل هذا الضمير في آية أُخْرى، نحو قوله: {وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}⁣(⁣٢).

  فأما بدلُ الغلط والنسيان فهوَ أنْ تُريد أنْ تَذكُرَ شَيْئًا فَيَسْبقُ على لسانك غيرُهُ إما نُسيانًا أو غَلَطًا، وهذا لا يجوز في كلام الله تعالى، لأنَّهُ مُنَزَّه عن ذلك، ولا في شعر؛ لأنَّ الشِّعْرَ إِنَّمَا يَصِحُ بَعْدَ التَفَكَّرِ والتَّأمل فلا يجوز فيه هذا. والله أعلم.


(١) آل عمران: (٩٧). انظر الصفحة السابقة حاشية (١).

(٢) البقرة: (١٢٦).