البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العطف وهو النسق

صفحة 296 - الجزء 1

  وعمرو، إِنَّ ذلك يقتضي مُرورين؛ لأنَّهُ يحتَمِلُ أنَّهُ مرَّ بزيد. وانقطعَ ثُمَّ مرَّ بعمرو بعد⁣(⁣١) ذلك. قال (أبو سعيد) في الشَّرْح⁣(⁣٢): أَجْمَعَ النَّحْويونَ واللُّغَويون⁣(⁣٣) من البصريين والكوفيين على أن الواو لا توجب تقديم ما قُدِّمَ لَفْظُهُ⁣(⁣٤) ولا تأخير ما أُخْرَ لفظه / انتهى قوله. والدليل على صحة ذلك قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ٤٣}⁣(⁣٥) فقدم⁣(⁣٦) السجود على الركوع والركوع مقدم على السجود. وقال تعالى: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ}⁣(⁣٧) وقال في الأعراف: {وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}⁣(⁣٨) والدليل على ذلك أنَّكَ تقول: المالُ بين زيد وعَمْرو، وهذا جَمْع لَهُما في الاستحقاق، واختصم زيد وعمرو، والعلة فيه أنَّ الواو جعلت في الاسمين المختلفين⁣(⁣٩) بمنزلة الألف في الاسمين المتفقين، فإذا قلت: جاءَ الزَّيْدانِ والعُمَرانِ، لم يدل على تقديم أحدهما ولا تأخيره، فكذلك الواو بمثابة الألف. وحكى أصحاب (الشَّافِعِيُّ)⁣(⁣١٠) عن (الفَراءِ) و (تعلب)⁣(⁣١١) أنَّها للترتيب، وبه يقولُ (الشافعي) ويُحتج به في قوله تعالى:


(١) في الأصل: (وبعد) بإقحام الواو.

(٢) شرح الكتاب للسيرافي: ج ٢ / الورقة: ١٥٠ / (ب).

(٣) في (ع) رسمت (اللغيون)، وهو تحريف.

(٤) (لفظه): ساقطة من (ع).

(٥) آل عمران: (٤٣).

(٦) في الأصل: (فقد)، وهو سهو، والتصويب من (ع).

(٧) البقرة: (٥٨).

(٨) الأعراف: (١٦١).

(٩) في الأصل (المتخلفين)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(١٠) في (ع) زيادة: (¥).

(١١) ونسبة ذلك إلى الفراء فيها نظر، انظر شرح التسهيل لابن مالك رسالتي للدكتوراه ٢/ ٧٢٦.