باب العطف وهو النسق
  وعمرو، إِنَّ ذلك يقتضي مُرورين؛ لأنَّهُ يحتَمِلُ أنَّهُ مرَّ بزيد. وانقطعَ ثُمَّ مرَّ بعمرو بعد(١) ذلك. قال (أبو سعيد) في الشَّرْح(٢): أَجْمَعَ النَّحْويونَ واللُّغَويون(٣) من البصريين والكوفيين على أن الواو لا توجب تقديم ما قُدِّمَ لَفْظُهُ(٤) ولا تأخير ما أُخْرَ لفظه / انتهى قوله. والدليل على صحة ذلك قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ٤٣}(٥) فقدم(٦) السجود على الركوع والركوع مقدم على السجود. وقال تعالى: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ}(٧) وقال في الأعراف: {وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}(٨) والدليل على ذلك أنَّكَ تقول: المالُ بين زيد وعَمْرو، وهذا جَمْع لَهُما في الاستحقاق، واختصم زيد وعمرو، والعلة فيه أنَّ الواو جعلت في الاسمين المختلفين(٩) بمنزلة الألف في الاسمين المتفقين، فإذا قلت: جاءَ الزَّيْدانِ والعُمَرانِ، لم يدل على تقديم أحدهما ولا تأخيره، فكذلك الواو بمثابة الألف. وحكى أصحاب (الشَّافِعِيُّ)(١٠) عن (الفَراءِ) و (تعلب)(١١) أنَّها للترتيب، وبه يقولُ (الشافعي) ويُحتج به في قوله تعالى:
(١) في الأصل: (وبعد) بإقحام الواو.
(٢) شرح الكتاب للسيرافي: ج ٢ / الورقة: ١٥٠ / (ب).
(٣) في (ع) رسمت (اللغيون)، وهو تحريف.
(٤) (لفظه): ساقطة من (ع).
(٥) آل عمران: (٤٣).
(٦) في الأصل: (فقد)، وهو سهو، والتصويب من (ع).
(٧) البقرة: (٥٨).
(٨) الأعراف: (١٦١).
(٩) في الأصل (المتخلفين)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(١٠) في (ع) زيادة: (¥).
(١١) ونسبة ذلك إلى الفراء فيها نظر، انظر شرح التسهيل لابن مالك رسالتي للدكتوراه ٢/ ٧٢٦.