باب العطف وهو النسق
  {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}(١) فيقولُ: إِنَّ الواو رَتَّبَتِ الوجه على اليدين، واليدين على الرؤوس، والرؤوس على الأرْجُلِ. وقال(٢): والدليل على ذلك أنَّ عبد بني الحسحَاسِ أَنْشَدَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَابِ:
  ٩٦ - عُمَيْرَةُ وَدَعْ إِنْ تَجَهَّرْنَ عَادِيا ... كفى الشيب والإسلام المرء ناهيا
  فقال له عُمَرُ(٣): لَوْ قَدَّمت الإسلام لأجَزْتُكَ(٤) (٥). قال(٦): وهذا يَدلُّ على الاعتبار بالترتيب، وقال: ويَدلُّ عليه أنَّ رسول الله صلى الله عليه [وَسَلَّمَ](٧) سُئِل عن الصفا والمروة، فقالوا: بأيهما نَبْدَأُ، فقال صلى الله عليه [وَسَلَّمَ](٨): ابدأوا
(١) المائدة: (٦). ضبطت (أَرْجُلِكُمْ) بكسر اللام في كلتا النسختين وهي رواية أبي بكر عن عاصم وبها قرأ ابن كثير وحمزة وأبو عمرو. وقرأ باقي السبعة وحفص عن عاصم بفتح اللام. السبعة ٢٤٢ - ٢٤٣.
(٢) في (ع): (قال) بغير الواو.
٩٦ - البيت من الطويل. انظر ديوانه: ١٦، وسيبويه: ٢/ ٣٠٨، والكامل: ٢/ ٢٢٥ ومعاني الحروف للرماني: ٣٧، والإنصاف: ١/ ١٦٨، وابن يعيش: ٨/ ٩٣، والخزانة: ١/ ١٢٩، والمقاصد: ٣/ ٦٦٥. وعجزه في إعراب القرآن المنسوب للزجاج: ٢/ ٦٦٩، والخصائص: ٢/ ٤٨٨، وابن يعيش: ٢/ ١١٥، ٧/ ١٤٨، ٨٤، ٨/ ٢٤، ١٣٨، وسر الصناعة: ١/ ١٥٧، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ١٠٧٩، وأوضح المسالك: ٣/ ٢٥٣.
(٣) (عمر): ليست في (ع).
(٤) في الأصل: (لأجزيك)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٥) انظر خبر عمر مع عبد بني الحسحاس في الكامل للمبرد: ٢/ ٢٢٥، والمحصول: ١/ ٥١٤.
(٦) في الأصل: (قالوا) على أن أصحاب الشافعي هم الذين قالوا وما أثبته من (ع) لأن الكلام قبله محكي: عن الشافعي نفسه.
(٧) زيادة من (ع).
(٨) زيادة تقتضيها صيغة الصلاة على النبي ﷺ. وفي (ع): (قال: ابداوا ...).